آثاره وخطورته.. معلومات مهمة عن ظاهرة العنف الرقمي
زينب القادري
على الرغم من أن أهم أهداف وسائل التواصل الاجتماعي هي تواصل الناس فيما بينهم وسرعة التفاعل ونشر الاخبار الا أن بعض موادها أصبحت سامة في المجتمع.
وانحرفت وسائل التواصل الاجتماعي عن أهدافها الحقيقية حيث أصبحت وسيلة تهديد وابتزاز و ممارسة بعض الأشخاص عقودهم و مكبوتاتهم ومشاكلهم النفسية خلف قناع مجهول كما يقول البعض « كي تخباو وسط السلوكة ».
وكل هذا قد يلحق الضرر بحياة الأشخاص وعائلتهم وقد يمس شرفهم او سمعتهم، و كل هذه السلوكات تأخذ شكلا من أشكال العنف و تأخذ هذه الظاهرة في المغرب أكثر حدة و هو ما يسمى « العنف الرقمي ».
فما هو العنف الرقمي وهل هو أشد ضررا من العنف التقليدي وكيف يمكن محاربة هذا النوع الجديد من العنف الرقمي؟
العنف الرقمي
أوضحت الأستاذة رجاء حمين رجاء مساعدة اجتماعية ومشرفة على مراكز الاستماع بجمعية التحدي للمساواة والمواطنة بالدار البيضاء في اتصال لموقع « للا بلوس »، أن العنف الرقمي هو كل عنف يمارس على الأشخاص بواسطة وسائل التكنولوجيا و الإتصال والتواصل وعبر شبكة الإنترنت القائم على أساس النوع أي استخدام تكنولوجيا المعلومات من طرف شخص ما لإلحاق الضرر بشخص آخر سواء نفسيا او اقتصاديا أو اجتماعيا أو جنسيا، وكل هذا باستعمال الهواتف الذكية واللوحات الإلكترونة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
الفئة الأكثر عرضة للعنف الرقمي
الفئة الأكثر عرضة للعنف الرقمي حسب ما صرحت به رجاء حمين، هن النساء و الفتيات و القاصرات والقاصرين مضيفة ان حتى بعض الرجال يتعرضون لهذا النوع من العنف، و حسب إحصائيات قامت بها الجمعية عام 2019 ان 60% ممن يمارسون هذا النوع من العنف على النساء هم الأقارب، الزوج، أو الخطيب أو الصديق و40% هي لمجهولين يتعمدون إلى تعنيف نساء وفتيات رقميا دون معرفتهم وغالبا ضحايا العنف الرقمي هن طالبات جمعيات و تلميذات.
صور ذات محتوى جنسي شكل من أشكال العنف الرقمي
يأخد العنف الرقمي مجموعة من الأشكال، فهو يمارس إما عبر رسائل قصيرة أو بعث صور ذات محتوى جنسي أو تسجيلات صوتية أو الإضافة القيصرية في مجموعات الدردشة، وتضيف السيدة رجاء التي تشتغل على هذا النوع من العنف و مشرفة على مراكز الاستماع بجمعية التحدي للمساواة والمواطنة أن بعض الأشخاص يقومون بنشر صور خاصة او معطيات خاصة كما يستعملون وسائل التحكم والتجسس عبر بعض تطبيقات ومحاولة الاستقطاب الزائف عبر حسابات وهمية ونشر صور خاصة في حسابات وهمية وانتحال صفحة الأشخاص.
آثار نفسية واجتماعية واقتصادية
توضح الأستاذة رجاء الآثار النفسية و الاجتماعية والاقتصادية والجسدية التي يسببها هذا النوع من العنف، وعلى المستوى النفسي تقول المساعدة الاجتماعية ان الشخص الذي بتعرض للعنف الرقمي يصاب بالخوف والأرق وفقدان الثقة بالنفس وبالاخر و الاحساس بالوحدة.
وعلى المستوى الجسدي، قد يؤدي العنف الرقمي حسب ما صرحت به المساعدة الاجتماعية رجاء حمين إلى الإدمان على المخدرات والخمول في الجسد و عدم الرغبة في ممارسة الرياضة و فقدان الشهية و التفكير في الانتحار.
وله تأثير على المستوى الاقتصادي في حالة التشهير والابتزاز يمكن أن يؤدي إلى الطرد من العمل أو مغادرة العمل أو أقسام الدراسة بالنسبة للطلبة أو التلاميذ ويكون سببا لظاهرة الهدر المدرسي.
أما على المستوى الاجتماعي تكون هناك عزلة الضحايا والرفض الاجتماعي والأسري وكذلك انخفاض المردودية بالنسبة التلاميذ والطلبة وتدهور مستوى العيش الأسري.
لهذا يمكن القول ان ظاهرة العنف الرقمي من ابشع انواع العنف الذي يمكن لأي شخص ان يتعرض له و خاصة النساء، حيث أن هذه الظاهرة هي مرتبطة بالتطوير التكنولوجي حيث أن المحتويات الرقمية لايمكت محوها او نسيانها و هذا هو الخطير و المختلف عن باقي انواع العنف.
الحماية القانونية
هناك مجموعة من الفصول التي تعاقب مرتكبي العنف الرقمي منها الفصل 103/1، المتعلق لمحاربة العنف ضد النساء و الذي يحتوي على مجموعة من الفصول المتعلقة بالعنف الرقمي والفصل 447/1،و 447/2 447/3، و503/1/1، وكذلك القانون الجنائي 9,8 لحماية الأشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات وكل هذه الفصول تعاقب مرتكبي العنف الرقمي.
ما يجب فعله في حالة الوقوع ضحية للعنف الرقمي
تقول السيدة رجاء إنه في حالة العنف الرقمي يجب التبليغ بدون تردد بالنسبة للنساء أو حتى الرجال وإن كان عددهم قليل، وبالنسبة للقاصرين يجب إبلاغ الوالدين، ووضع شكاية أدى النيابة العامة كما أن هناك خلايا التكفل بضحايا العنف بمختلف المحاكم الابتدائية.
وتضيف رجاء أن يجب التوفير على وسائل الأثباث، إما تسجيلات أو مراسلات عبر تطبيقات وبحب مراسلة المنصة التي مورس فيها العنف و التواصل مع إدارتها و تبليغها، بالإضافة إلى التوجه إلى الجمعيات التي تشتغل في هذا النوع من العنف الاستشارة و المساعدة.
إلزامية استعمال وسائل التواصل الاجتماعي بالحذر هو الحل لتفادي هذا النوع من العنف، وحذرت عضوة جمعية التحدي لمحاربة العنف بعدم نشر الصور والفيديوهات التي تتوفر على محتويات مخلة بالحياء وعدم إرسال الصور لأشخاص مجهولين وتشغيل الكاميرات للتواصل مه مجهولين وعدم قبول طلبات الصداقة من حسابات وهمية.