أستاذ علم النفس: »في عيد الحب انتقلنا من الإحتفاء بالمشاعر إلى الجانب التسويقي »
يحتفل العالم اليوم 14 فبراير ب »عيد الحب »، أو عيد العشاق أو يوم القديس فالنتين، وهو احتفال مسيحي يحتفل به كثير من الناس في العالم حسب الكنيسة الغربية، حيث يحتفلون بذكرى القديس فالنتين ويحتفلون بالحب والعاطفة ويعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقة معايدة أو إهداء الزهور والهدايا لأحبائهم.
وتعدّدت تعريفات الحبّ واختلفت، فالحبّ كما يفيد علم النفس هو مجموعة من التصرّفات التي تُصحب باهتمام قويّ وفريد لشخص ما، مع التأثر به بدرجة كبيرة، وهو أيضاً شعور قويّ بالتعلّق والحاجة إليه، وهو عبارة عن شعور بالانجذاب والتأثّر بشخص ما يتعرّض له الإنسان في حياته.
وأوضح الدكتور عادل غزالي، أستاذ علم النفس بكلية الاداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، أن الحب هو انفعالات تدفع الإنسان إلى القيام بسلوكات وهو بمثابة طاقة محركة.
وأكد الإستاذ عادل غزالي في تصريح لموقع لالة بلوس: »الحب هي انفاعلات انسانية يمكن أن تكون نبيلة، فيها الجمال والإبداع، وإما يدفع الحب إلى سلوكات تتسم بالكذب والحيانة والنفاق، وبالتالي يمكن أن نقول أن الحب هو طاقة تدفع الإنسان بالقيام بسلوكات غير اعتيادية ».
وأضاف المتحدث ذاته: » هناك مجموعة من العناصر الأساسية في الحب، فقد يكون له طابع عاطفي وروحاني وكل علاقة حب تقوم على نوع من الإنجذاب والإلتزام، والجانب المقلق هو عندما يتخذ الحب طابعا مرضياعندما يكون مسيطرا في حالة الفشل في علاقة غرامية مثلا، خاصة عند فئة المراهقين ».
وفي علم النفس الإجتماعي ظاهرة الحب، لها مجموعة من المحددات، منها النفسية والإجتماعية والشخصية.
علاقة الصداقة والحب
كشف الأستاذ غزالي عن الفرق بين الصداقة والحب، وقال: »الصداقة هي علاقة واقعية والحب علاقة مثالية، لذلك المجتمعات الغربية تتحدث عن علاقة أكثر من الحب، وهي الصداقة التي هي أكثر واقعية ويغيب فيها الجانب المثالي ».
فتدبير الإنفعالات يخضع لمنطق ثقافي، واجتماعي واقتصادي، وكل مجتمع يترجمه على شكل أفعال، وسلوكات وتصرفات وإدراكات.
الحب في المجتمع المغربي
وقال استاذ علم النفس الإجتماعي، أن عبارات الحب لدى الاجيال السابقة كانت تتسم بالحشمة، وأعياد الحب لم تكن معروفة، خاصة في الأسر التقليدية، وبفعل التطور الحاصل والأنترنت، أصبح عيد الحب أو »سان فلانتاين » معروف عند أغلب المغاربة.
في عيد الحب جل المحلات التجارية تسوق الهدايا والورود، يضيف الأستاذ عادل: »انتقلنا من منطق الإحتفاء بالمشاعر، إلى الجانب التسويقي والإقتصادي، وهو الذي يهيمن على جانب تدبير الإنفعالات وأصبح الحب عملة أساسية لكل تصرفات الناس وبالتالي هناك مجموعة من الممارسات باسم الحب ».
ولا يمكن اختزال الحب في يوم واحد واستعراض الهدايا، بل يجب أن يكون طوال العام، مع الزوجة، ومع الأبناء، والأصدقاء، والزملاء، وهو سلوك لابد من تعلمه،وتعليمه وتنميته وممارسته مع كل من حولنا بشكل يومي.