أسماء القويطي.. عندما تحارب موهبة الرسم شبح البطالة
أسماء القويطي شابة مغربية مجازة في علم الاجتماع قررت أن لا تستسلم لشبح البطالة الذي لاحقها منذ أنهت مسارها الجامعي بحثا عن وظيفة تناسبها، لتستثمر موهبتها وعشقها لفن الرسم على الزجاج في تحويل أوان زجاجية عادية ولوحات بسيطة إلى تحف تلفت الأنظار، وتجوب العديد من الدول العربية والأوروبية، لتتحول إلى مصدر رزق لها.
وقالت ابنة مدينة تمارة أنها تعلمت مع المدة التحكم في الفرشاة وكيفية مزج الألوان عبر البحث ودروس « يوتيوب »، وكانت حصة التربية التشكيلية بمثابة المتنفس الذي أطلق العنان لموهبتها.
وبعد مسار طويل توج بحصول القويطي على الإجازة في علم الاجتماع، وكأي شابة مغربية، كان حلم أسماء الحصول على وظيفة تناسبها، لكن الواقع كان عكس الحلم، لتوضع أمام محك حقيقي جعلها تعود وبشكل أساسي لرعاية موهبتي وحلمها في الرسم.
عشق أسماء للرسم على الزجاج، دفعها للعمل بهمة كبيرة دون أن تفكر في المقابل المادي في بداية الأمر، بل لم تكن لديها أي فكرة عن تسويق منتوجاتها، قبل أن يتزايد الطلب عليها، ففكرت في إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي بعنوان « أسماء للرسم على الزجاج لكل المناسبات »، للترويج لمنتوجاتها من الكؤوس المنقوشة واللوحات، وتقول إنها وجدت تشجيعا كبيرا عبر هذا الفضاء وصارت تتلقى طلبات لا بأس بها منه، بعد أن تحولت الموهبة موردا للرزق.
وتعتمد أسماء في عملها على فرش للتلوين، والألوان الخاصة بالزجاج بنوعيها الشفاف الذي يسمح بمرور الضوء، والثاني الذي يمنع اختراق الضوء، بالإضافة إلى أنابيب التحديد، ثم الألواح الزجاجية التي سيتم الرسم عليها.
ولم تتوقف موهبة أسماء عند الرسم على الزجاج بل إنها تشغل منسوجات يدوية وتنقش الحناء أيضاً، كما تحرص على مشاركة تجربتها مع الأطفال داخل الجمعيات، كما تطمح في المستقبل، أن تكون لديها ورشة مستقلة للرسم على الزجاج، وتأمل أيضاً في إقامة معارض خاصة بمنتوجاتها، وأن تحتضن المؤسسات المعنية هذا الفن، من خلال الأنشطة والفعاليات والمسابقات داخل المغرب وخارجه.