العزلة الإجتماعية تؤثر على أدمغتنا.. دراسة توضح
وجدت عدة دراسات طبية أن طبيعة البشر يجب أن تكون دائمة إلى حد معين، وأن بقائها فعالة جزء من الحفاظ على الصحة العامة والصحة النفسية، ومن ذلك نشأ مبدأ الدعم النفسي، ومجموعات الدعم الاجتماعية، وغيرها من طرق علاج الأمراض.
وحسب البحوث الطبية، تأكد أن عدم التواصل والانعزال عن الآخرين، يشكل تهديد على الصحة ككل، وهذا ما اتضح للجميع خلال فترة كورونا، حيث نتج عن تلك الفترة عدد من الأمراض النفسية، وقلت المناعة لدى الكثيرين وبات من الصعب على آخرين التغلب على الأمراض الصحية.
وحسب دراسة نشرها موقع « Health »، والتي أوضحت أن العزلة الاجتماعية -وليس الشعور بالوحدة- يمكن أن تسبب تغيرات في بعض هياكل الدماغ وتزيد من خطر الإصابة بالخرف، وأن العزلة الاجتماعية يمكن أن تستخدم كمؤشر لخطر الإصابة بالخرف.
وعن ذلك قال إدموند رولز، عالم الأعصاب في قسم علوم الكمبيوتر بجامعة وارويك البريطانية: « هناك فرق بين العزلة الاجتماعية، وهي حالة موضوعية من الروابط الاجتماعية المنخفضة، والشعور بالوحدة، التي يُنظر إليها بشكل شخصي على أنها عزلة اجتماعية ».
وأضاف: كلاهما له مخاطر على الصحة ولكن تمكنا من إظهار أنه العزلة الاجتماعية، وليس الشعور بالوحدة، وهو عامل خطر مستقل للخرف في وقت لاحق. »
حلل رولز وزملاؤه بيانات تصوير الدماغ لأكثر من 30 ألف شخص في المملكة المتحدة ووجدوا أن أولئك الذين تم عزلهم اجتماعيًا لديهم كميات أقل من المادة الرمادية في مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة والتعلم.
وبعد تعديل عوامل الخطر مثل الحالة الاجتماعية والاقتصادية، والأمراض المزمنة، ونمط الحياة، والاكتئاب، وعلم الوراثة، زادت احتمالية إصابة الأشخاص المنعزلين اجتماعيًا بالخرف بنسبة 26٪، وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة « Neurology »، وكان الارتباط بين العزلة الاجتماعية والخرف أقوى عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على60 عامًا.
وأوضح الباحثون أن الوحدة ارتبطت أيضًا بالخرف، لكن هذا الارتباط لم يكن مهمًا بعد التكيف مع الاكتئاب، وهو ما فسر 75٪ من العلاقة بين الشعور بالوحدة والخرف.
ووفقًا للمؤلفة المشاركة في الدراسة باربرا ساهاكيان، من قسم الطب النفسي بجامعة كامبريدج: الآن بعد أن عرفنا الخطر على صحة الدماغ والخرف الناتج عن العزلة الاجتماعية، من المهم أن تتخذ الحكومات والمجتمعات إجراأت لضمان أن كبار السن لديهم اتصالات وتفاعلات مع الآخرين على أساس منتظم.
وللحفاظ على الصحة العامة والصحة النفسية والتغلب على الأمراض، يجب الانخراط في المجتمع ومشاركة الآخرين أفراحهم وأقراحهم، وممارسة الأنشطة المختلفة، والتواصل الفعال مع المجتمع المحيط.