العلاقات الرضائية والحجاب والمثلية.. دراسة ترصد آراء المغاربة وخبراء يفسرون

شاركي:

العلاقات خارج إطار الزواج و ارتداء الحجاب و المثلية الجنسية محاور طرحها مركز أبحاث و الدراسات الإجتماعية، على 1312 عينة متوازيين بين الذكور والإناث من مختلف الطبقات والمدن، حيث عنون المركز هذه الدراسة ب « الحريات الفردية بالمغرب.. تمثلات وممارسات ».

بين الحرية الشخصية والفساد الأخلاقي

وكشفت نتائج الدراسة، أن “76.3 في المائة يعتبرون العلاقات ما قبل زواجية أصبحت منتشرة في المجتمع المغربي، وصرح 60 في المائة منهم بمعرفة شخصية بفتى أو فتاة، له أو لها، ممارسات جنسية معه أو معها ».

وأضافت نتائج الدراسة التي أشرفت على إعدادها مؤسسة بحثية مغربية إسمها « منصات للأبحاث والدراسات الإجتماعية »، أن حوالي 50 في المائة من أفراد العينة، اعتبروا القيام بعلاقات جنسية قبل الزواج لدى الفتيان كما الفتيات هي حرية شخصية، في حين توزعت باقي النسب على نعت تلك العلاقات بالفساد الأخلاقي، والابتعاد عن التعاليم الدينية، وسوء التربية”.

وأوضح الأستاذ فؤاد ابن المير باحث في علم الإجتماع، في تصريح لموقع « لالة بلوس » أن هذه الأرقام تبين أن المجتمع المغربي تتجاذبه ثقافتان، واحدة محافظة تحاول بكل ما أوتيت من وسائل ومرجعيات دينية تستغلها لمآرب أخرى لشد المجتمع إلى الوراء، وثقافة حداثية نوعا ما تسعى لإجداث تغيير على المقومات الثقافية والأخلاقية والحضارية للمجتمع المغربي.

وأضاف المتحدث ذاته: »أن المملكة المغربية لها حظ تاريخي بتوفرها على إمارة المؤمنين التي تدبر بحكمة ورؤية سديدة الحقل الديني، وبالتالي تقود المغرب نحو حداثة تراعي مقومات هذه الأمة الدينية والحضارية ».وتابع الأستاذ بن المير بأن العلاقات الجنسية قبل الزواج في المجتمع المغربي الذكوري، الذكر يعتبر نفسه هو وحده الفاعل في هذه العلاقة وبالتالي لا يشعر بأي ذنب أخلاقي في ممارسة حياته الجنسية خارج إطار الزواج ، لكن لا يمكن لفكره أن يقبل مزاولة المرأة لجنسانيتها خارج إطار الزواج، ما دام المجتمع ينظر للمرأة ككيان بيولوجي ويحرمها من كينونتها الاجتماعية والثقافية، لكن السؤال الذي لم يطرحه الذكر على نفسه، مع من يقوم بتجاربه الجنسية قبل الزواج؟، مع الجنس الآخر، لذلك على الذكر أن يصحح تفكيره ».

تغطية الجسد الأنثوي

 وخلصت نتائج الدراسة أن 61.2% من المبحوثين، عبروا عن تأييدهم لمسألة تغطية الجسد الأنثوي بارتداء الحجاب وتزيد هذه النسبة عند الإناث حيث بلغت %65.3،  مقابل الذكور%57.1، وأن حوالي 50% من أفراد العينة يعتبرون طريقة لباس المرأة حرية شخصية.وقدم حوالي 38% من المؤيدين لارتداء الحجاب تبريرات ذات طابع عملي، من قبيل أسباب شخصية وأخلاقية، تجنب التحرش وكلام الناس، وبالمقابل، عبر %3.8 من المستجوبين بوضوح تام، عن موقفهم المضاد لارتداء الحجاب، و67.3% عبروا عن كون ارتداء الحجاب من عدمه، هو حرية شخصية محضة، في حين برر 30.9% موقفهم بالمساواة بين الرجل والمرأة، وبالتالي لا ينبغي فرض أي شيء عليها.

ترى بشرى الشتواني، رئيسة مجموعة شابات من أجل الديمقراطية، أن هذه الأرقام تعكس طبيعة المجتمع المغربي المتنوع، حيث أن داخل المنزل الواحد، توجد المرأة المنقبة والمحجبة والتي تظهر شعرها، معتبرة أن ظاهرة ارتداء الحجاب ارتفعت مع صعود التيارات الإسلامية وانتشار أفكار الإخوان المسلمين في المغرب بعد عام 2011.

المثلية والفضاء العام

وبخصوص الموقف من العلاقات الجنسية “المثلية”، كشفت الدراسة أن 60% من المبحوثين عبروا عن رفضهم الإعلان عن الميولات الجنسية المثلية في الفضاء العام، فيما صرح %30 من أفراد العينة، بكونهم على معرفة شخصية ومباشرة بشخص له ميولات جنسية مثلية.

يشار إلى أن هذه الدراسة دامت سنة كاملة وأجري شقها الميداني ما بين 17 ماي و17 يونيو، وتم اعتماد البحث الكمي من خلال استمارة تتكون من103 سؤال، وشملت عينة تصل إلى 1320 فردا من أغلب جهات المملكة ومختلف الشرائح.

مواضيع ذات صلة

لديك أفكار فيديوات ومقالات أخرى ؟ إبعتي لنا اقتراحاتك و أفكارك