المخرج عبد الإله الجوهري: الممارسة السينمائية في عمقها فعل إبداعي ينتصر للجمال.. والجمال هو المرأة دون منازع
عبرت مجموعة من الأفلام بصدق عن قضايا المرأة وهمومها ومشاكلها، كما أن عددا من المخرجين عملوا على مقاربة المواضيع المرتبطة بها من زوايا مختلفة، للتعبير سينمائيا عن انشغالاتها ووضعيتها داخل المجتمع.
وكشف المخرج السينمائي عبد الإله الجوهري لوكالة المغرب العربي للأنباء عن كيفية تعامل السينما المغربية مع قضية المرأة.
وأوضح الجواهري، أن السينما المغربية ككل سينمات العالم، تعاملت بأشكال مختلفة مع قضية المرأة،، مضيفا أن هناك أفلاما انتصرت لكل ما هو نسائي، من خلال تقديم صور إيجابية فيها الكثير من الوعي بدور المرأة في بناء المجتمع وتجذير مكانتها كفاعل أساسي في كل مناحي الحياة، فهي الأم والأخت والزوجة والإبنة، حيث تم تصويرها كعنصر حيوي يمد الحياة بنسغ الوجود وينشر مفاهيم السعادة في حياة الرجل لأنها نصفه التي لا محيد عن حبها واحترامها. في نفس الآن هناك أفلام تجارية فجة توسلت بخطابات سطحية ساذجة، سعت لتكريس صور نمطية عن واقع المرأة، من خلال توظيف أنوثتها وجمالها فقط لجذب انتباه أكبر عدد من الجماهير.
وقال الجواهري : »من بين الأفلام المغربية الأكثر انحيازا للمرأة تلك التي تنبع من كتابة سينمائية تهدف إلى ملامسة مستويات الوعي لدى جمهور عالم عارف نذكر أفلام: « وشمة » للمخرج حميد بناني، و »الشركي » لمومن السميحي، و »عرائس من قصب » للجيلالي فرحاتي، و »بادس » لمحمد عبد الرحمان التازي، و »نساء ونساء » لسعد الشرايبي.. أفلام تعتمد على رؤى فكرية واضحة تعكس صراع الأفكار حول تحرير المرأة ومنحها المكانة التي تستحقها. أما الأفلام التي قدمت صورة المرأة الخاضعة لمتطلبات السوق، فتمثلها مجموعة تجارب فيلمية تجارية، مستوحاة من بعض الأفلام الاستعراضية الهندية وبعض المسلسلات المكسيكية والتركية ».
وأكد المتحدث ذاته، أن هناك تطورات حاصلة في المشهد السينمائي المغربي، من حيث سيادة الوعي بضرورة تقديم صور مشرفة عن المرأة، واستثمار أدوارها المجتمعية الكبيرة، وذلك لأسباب متعددة، لعل من أهمها، التطورات الحاصلة في المجتمع المغربي من حيث الاعتراف الحقوقي، ومراكمة المكتسبات، وما واكب ذلك من تأسيس إطارات جمعوية نسائية مناضلة، انتزعت مشروعية تواجدها إلى جانب الرجل داخل المجتمع وفرضت ضرورة احترامها واحترام كيانها الإنساني، كما أن الإعلام العمومي أصبح منذ مدة يحاول أن يقدم صورا تبتعد عن النمطية وترفض تقديم مشاهد تسيء لكل ما هو نسائي مع منح النساء أدوارا أكبر في الحضور والمرافعة عن حقوقهن. كل هذا كان له تأثير واضح في اختيار النماذج النسائية، وأيضا في زاوية المعالجة التي تحاول أن تعطي مساحات أكثر اتساعا للحضور النسائي وتقديمه من زاوية إيجابية، لكن هذا لا يعني بأن السينما الوطنية قد تخلصت نهائيا من رؤى إخراجية متخلفة، فلازال بيننا « مخرجون » ينظرون لواقع أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم من زاوية جد ضيقة لم تتخلص بعد من النظرة الدونية والفهم الخاطئ لواقع ودور النساء في المجتمع المغربي.
ووجه المخرج نداء من أجل المطالبة بضرورة الوعي بأهمية أدوار النساء، وما يقدمنه من خدمات لمجتمعاتهن، قبل تناول أي جانب من الجوانب التي تهم واقع النساء عامة، وواقع المرأة المغربية على الخصوص وأضاف: »الممارسة السينمائية في عمقها فعل إبداعي ينتصر للجمال، والجمال هو المرأة دون منازع ».