النقرس:داء الملوك
يعرف النقرس بـالتهاب المفاصل و يسمى أيضا بـ » داء الملوك » حيث ارتبط قديما بحياة البذخ و الترف التي كان يعيشها الملوك
و التي كانت تعتمد على الأكل والشرب و النوم دون القيام بمجهود أو حركة في جسم بدين مترهل.
والنقرس هو أحد الإضطرابات في الهضم والاستقلاب التي تلحق بنظام الأيض (التمثيل الغذائي) ، وفيه يتراكم حمض اليوريك (أحد نواتج التمثيل الغذائي للبروتينات والتي من المفروض أن يتخلص منها الجسم بإخراجها) بحيث تشكل بلورات إبرية الشكل داخل المفاصل ، مما يسبب فترات من الألم الشديد والإلتهاب، ويمكن أن يتجمع حمض اليوريك أيضا تحت الجلد في جيوب تسمى التُوف أو في القناة البولية على شكل حصيّات كلوية.
وفي الأحوال الطبيعية ، تتم معالجة حمض اليوريك بواسطة الكليتين حيث يتم إخراجه مع البول، غير أنه إذا أنتج الجسم كميات من حمض اليوريك تفوق قدرة الكليتين على معالجتهما أو كانت الكليتان لا تؤديان وظيفتهما على أكمل وجه، فإن التوازن هنا يختل ثم يتراكم حمض اليوريك في مفاصلك، حيث يعمل على تهييج وإلهاب الغشاء المفصلي والأنسجة الأخرى المجاورة مما يسبب الألم والإحمرار والسخونة والتورم بالمفصل.
وقد يكون النقرس وراثيا وهو يصيب الرجال أكثر من النساء في المرحلة العمرية( 20- 40 سنة) ، وهو نادر الحدوث بين الإناث قبل انقطاع الدورة الشهرية، ولكن لدى المسنين تقل كثيرا تلك الفجوة بين الرجال والنساء من حيث نسبة الإصابة.
أكثر المفاصل عرضة لهذا المرض هو المفصل الذي يصل أصبع الابهام بالقدم، ولو أن مرض النقرس يمكنه أن يصيب أي مفصل بالجسم بما فيها مفاصل العمود الفقري نفسه، غير أنه تندر إصابة مفصلي الحوض والكتف بالمرض.
يحدث مرض النقرس نتيجة زيادة نسبة أملاح حمض اليوريك في الدم، مما يؤدي الى ترسبها في الأغشية الداخلية للمفصل وعظام المفصل حيث تحدث الآلام المميزة للمرض.
ويزيد من ارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم ما يلي:
- الإكثار من تناول البروتينات الحيوانية
- تناول بعض المستحضرات الطبية كخلاصة الكبد.
- التعرض للجراحات.
- السمنة وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم
- العقاقير المدرة للبول
- قصور الغدة الدرقية
- مرض الكلي
- ارتفاع ضغط الدم غير المعالج
- وجود تاريخ عائلي بالإصابة بفرط حمض اليوريك في الدم، حيث تلعب الجينات الوراثية دوراً أيضاً في الإصابة بهذه الحالة و قد أثبتت الإحصائيات أن فرد واحد لكل أربع أشخاص مصابون بالنقرس يرجع لوجود تاريخ عائلي له
- السكري النوع الأول
- العقاقير المستخدمة لعلاج ضغط الدم والتي تعمل على خفض نسبة الأملاح والماء في الجسم
- قلة النشاط (الحركة) مثل البقاء لفترات طويلة في السرير
- ضيق الشرايين
- التقدم في السن
- نقص التروية القلبية.
يمكن لأملاح حمض اليوريك أن تترسب ايضاً بعيداً عن المفصل، وذلك تحت الجلد في بعض أجزاء الجسم كالكوع أو الأذن (عقيدات على صيوان الأذن تسمى التوفات )، وقد تترسب في الكليتين حيث تتسبب في تكوين حصوات بهما.
يسبب النقرس ألما حادا مفاجئا ، وعادة ما يكون في قاعدة الاصبع الكبير(مفصل إبهام القدم) ، لكنه قد يصيب أ ي مفصل آخر وخاصة المفاصل التي أتلفتها حالات مرضية أخرى مثل الالتهاب العظمي المفصلي.
ويمكن أن يصيب النقرس شحمة الاذن والجلد المحيط بالنفصل ، وخصوصا مفاصل الاصابع.
وتبدأ الأعراض بآلام حادة مباغتة بالمفصل ، مع ظهور تورم وإحمرار حوله(تصبح المفاصل حمراء اللون ومتورمة) ، وقد يصاحب هذه الاعراض إرتفاع في درجة الحرارة (الحمى) ، وفي معظم الأحيان تحدث هذه الأزمات في فترة المساء ، لكن الأعراض لا تلبث أن تزول نهائيا في ظرف أسبوع أو أكثر لتعاود الظهور مرة ثانية على فترات تمتد لعدة أسابيع أو أشهر أو سنين.
تشخيص النقرس:
يعتمد تشخيص مرض النقرس أساسا على ملاحظة أعراضه المميزة، ويمكن التأكد من دقة التشخيص بإجراء تحليل معملي للكشف عن زيادة نسبة حمض اليوريك في الدم، ولو أن إرتفاع معدل حمض اليوريك في الدم لا يعني في كل الأحوال الإصابة بمرض النقرس.
علاج النقرس:
1- في الأزمات الحادة للمرض يجب أن يلتزم المريض بالراحة التامة في السرير، مع عمل كمادات باردة أو دافئة حسب إستجابة الألم لأي منهما.
2- يعطى المريض المسكنات اللاستيرودية المضادة للإلتهاب تخفف الألم الشديد ، وهناك أسلوب بديل وهي الأدوية الفعالة ضد المرض ومن أهمها عقار الكولشيسين والذي ينبغي تناوله بمجرد ظهور الأعراض ، ويستطيع أن يقلل بقدر كبير من حدة النوبة لكنه كثيرا ما يسبب الاسهال.
3- ينصح بعدم تناول المريض للأسبرين (لأنه يثبط قدرة الجسم على إخراج حمض اليوريك) ومركبات السلسيلات والأدوية المدرة للبول ، حيث إنها تسبب في ارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم.
4- قد يحقن طبيبك مفصلك المصاب أو داخل العضلة بعقار الكورتيزون أو يصف لك عقاقير الكورتيزون تتناولها بالفم.
5- ينصح بشرب كميات وفيرة من الماء لتخفيف تركيز حمض اليوريك في البول ، ومن ثم تقلل من خطر تكون حصوات بالكلى.
6- الإمتناع عن المشروبات الكحولية والتي تقلل من قدرة جسمك على اخراج حمض اليوريك.
7- الإقلال من تناول المأكولات الغنية بالبروتينات مثل : الكبد ، الكلى ، الانشوجة ، والسردين لأنها تزيد مستويات حمض اليوريك.
8- الإقلال من تناول الحبوب المجففة.
9- المحافظة على الوزن المثالي وتخفيف الوزن.
11- الحركة وعدم الكسل.