باريس.. جمعية « دار زهور » تنظم ندوة حول فوائد الفن على الصحة
نظمت جمعية دار زهور، التي تكرس جهودها لمواكبة ورفاهية مرضى السرطان، الخميس (2 مارس)، ندوة حول موضوع « الفن في خدمة الصحة » بدعم من الدكتورة جيلا كلارا كيسوس، فنانة اليونسكو من أجل السلام وسفير السلام، وذلك بمعهد رافائيل – باريس.
وأرادت جمعية دار زهور من خلال هذه الندوة، تحسيس الجمهور والمهنيين بفوائد الفن على الصحة وتأمل في تشجيع تطوير المشاريع التي تدمج الفن والثقافة لتعزيز صحة أفضل وتدبير ومعالجة الأمراض المختلفة بشكل جيد.
في الآونة الأخيرة، خلال نونبر 2019، حسب بلاغ للجمعية، فقد نشرت منظمة الصحة العالمية تقرير أدلة حول دور الفنون في تحسين الصحة العقلية والبدنية والرفاهية.
وحددت نتائج أكثر من 3000 دراسة، وفق ذات البلاغ، الدور الرئيسي للفنون في الوقاية من سوء الصحة، تعزيز الصحة، وتدبير ومعالجة الأمراض طيلة العمر.
وأظهرت كيف يمكن للفنون في مجال الوقاية والتعزيز أن تؤثر على المحددات الاجتماعية للصحة، وتشجع على نمو الطفل، وتشجع السلوكيات المعززة للصحة وتساعد على منع التدهور الصحي.
وأثبتت أيضًا، في إطار التدبير والعلاج، كيف يمكن للفنون مساعدة الأشخاص المصابين بأمراض عقلية، ودعم رعاية الأشخاص المصابين بأمراض حادة، ومساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية، والمساعدة في تدبير الأمراض غير المعدية ودعم الرعاية في نهاية العمر.
وتدعم جمعية دار زهور، التي تأسست في الدار البيضاء سنة 2016، أهمية الأنشطة الفنية للمساعدة في التدبير العلاجي لمرضى السرطان في سياق علم الأورام الاندماجي.
وبفضل فريق من مقدمي الرعاية المتطوعين، تقدم دار زهور للمرضى البالغين المصابين بالسرطان، مجانًا، دورة رعاية منسقة على المستويات النفسية والغذائية والبدنية والعاطفية والجمالية.
وتوضح الجمعية أن الآثار المترتبة على تحسين نوعية الحياة والرفاهية لا يمكن إنكارها، مبرزة أن العلاج بالفن حاضر جدًا في دار زهور، مع وسائط مختلفة: الفنون التشكيلية والمسرح والعلاج بالرقص وفنون الطاقة الصينية: Qi Gong أو TaI Chi أو Tenchi Tessen، ولكل وسيلة وسائط ديناميكية خاصة بها.
وأدارت هذا المؤتمر الدكتورة ميريام بلغازي نصيري، طبيبة عامة، والرئيسة المؤسسة لدار زهور، والدكتورة جيلا كلارا كيسوس، فنانة اليونسكو من أجل السلام وسفيرة السلام.
وتستخدم الدكتورة جيلا كلارا كيسوس الدراما لمساعدة الفئات الهشة مثل النساء ضحايا العنف الجنسي في الكونغو مع الدكتور موكويجي أو الروهينجا في بنغلاديش أو الناجين من الإبادة الجماعية في رواندا.
وبعد حصولها على الدكتوراه تحت إشراف إيلي ويزل، أطلقت دروس « المسرح وحقوق الإنسان » في جامعة هارفارد وهي مسؤولة عن تطوير الحوار بين الأديان والثقافات من خلال « الفن »، وهي الآن مسؤولة فنون وآداب.
وحضر اللقاء أيضا، البروفيسور إدريس موساوي: أستاذ الطب النفسي ومن أوائل الأطباء النفسيين بالمغرب، وهو مؤسس قسم الطب النفسي بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء ومركز الطب النفسي بالدار البيضاء في المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد.
ويعد الرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسي الاجتماعي، مؤلفا ومشاركا في تأليف العديد من المراجع العلمية، لا سيما في مواضيع مثل الطب النفسي في علاقته بالدين والهجرة. البروفسور موساوي هو أيضًا الرئيس السابق للاتحاد الدولي للعلاج النفسي.
وحضرت كذلك، بشرى بنيزة أخصائية نفسية، معالجة بالفن في وحدة العلاج بالفن في المركز الجامعي للطب النفسي ابن رشد – وهي كذلك مؤسسة CinePsy Maroc- الدار البيضاء، إضافة إلى زينب الكتاني: معالجة شموليّة – معالجة بالفن في الدار البيضاء شاركت تجربتها مع مرضى السرطان في دار زهور، بما في ذلك التأثير الإيجابي الملحوظ على رفاه المرضى، وآيالة الحرار: أخصائية علاجية بالفن، ممثلة مركز العلاج بالفن في معهد رافائيل، باريس.
ودافع البروفيسور إدريس موساوي وبشرى بنيزة عن أهمية الفنون كدعم إضافي للمقاربات الدوائية والنفسية التقليدية للأشخاص المصابين بأمراض عقلية خطيرة.