حسن المعاملة بين الأزواج
اشترط الإسلام على الزوجين حقوقا وواجبات، متى ما قاما بها على أكمل وجه حازا على السعادة في الدنيا والآخرة، لذا يتوجب على كلا الزوجين معرفة هذه الحقوق والواجبات حتى يستطيعا القيام بها.
ومن أهم الأمور وأجملها أن يعرف كل شخص ما عليه من الواجبات لغيره، فيعرف دوره في الحياة، وهذا يعطيه قيمة ذاتية لشخصيته، بل إن نجاحات المستقبل قائمة على هذه اللحظة التي يعيشها الزوج أو الزوجة.
ولنعلم أن الزواج الناجح هو الذي يكون قائما على سياسة التفاهم واحترام الطرف الآخر، وأداء الحقوق والواجبات له، والدليل على هذا النجاح أن تقل المشاكل الأسرية والاجتماعية في هذه الأسرة، ويسودها الاستقرار والسعادة، وكلما كان الزوجان سعيدين حصلا على الرضا عن نفسيهما وعن الآخرين، ولا مانع بل يستحب أن يقدم الإنسان ما عليه من الواجبات قبل أن يسأل ما له من الحقوق، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾ (سورة البقرة، آية 237).
والأفضل ألا يصلا إلى مرحلة المحاسبة على أداء الحقوق، وأن يقول كل منهما للآخر: هذا حقي وهذا حقك؛ لأنه لا يصل الزوجان إلى هذه المرحلة إلا عند استياء العشرة بينهما فيلجأ كل منهما إلى المطالبة بحقه، ولكن الأفضل والمستحب لكل منهما معرفة الحقوق للقيام بها لا المطالبة، وإن كانت المطالبة بها حق مشروع لكل منهما إلا أن الأفضل ألا يصلا لتلك المرحلة.