خديجتو محمود.. الحُرة التي مرّغت أنف ابراهيم غالي في التراب وأحرجت قضاء إسبانيا
ليس من السهل الحديث عن حادثة اغتصاب أمام العالم، خاصة حين تكون أنت الضحية، فالقيام بذلك يتطلب الشجاعة لمواجهة كل ما قد تتوصل به من شتائم وتعليقات سلبية، والأمل كي تواصل نضالك حتى تتحقق العدالة في يوم من الأيام.
وبكل ما أوتيت من جرأة، وغير مبالية بالادعاءات أو أصابع الاتهام التي قد توجه إليها، اختارت الشابة الصحراوية خديجتو محمود، الكشف عن حادثة اغتصابها على يد ابراهيم غالي، زعيم البوليساريو، أمام العالم.
من تكون خديجتو محمود؟
ولدت الشابة في يوليو 1991 في مخيمات تندوف في الجزائر. ومنذ عام 1997 شاركت في مشروع التضامن المعروف باسم « إجازات بسلام ».
ومثل العديد من الصحراويين، عندما كانت طفلة، أمضت الصيف في جنوب إسبانيا مع عائلة مضيفة من إشبيلية، لكنها عادت لرؤية والديها البيولوجيين، حين تعرضت للاغتصاب على يد غالي، كما جاء في تصريح لها لصحيفة « لا رازون ».
شخصية قوية
ويتضح، من خلال الفيديوهات التي تم تداولها، أن الشابة الصحراوية تتمتع بشخصية قوية، فليس لجميع النساء ممن في وضعها، الجرأة للحديث عن حادثة تحرش بسيطة فقط على يد شخص عادي، فما بالك حين يكون المعتدي شخصا معروفا.
أما خديجتو محمود فقد أبانت عن قوة شخصيتها بتقدمها بشكوى ضد غالي، وعدم استسلامها ورضوخها رغم كل ما ترتب عن تصريحاتها.
مؤمنة بحقوق المرأة وبالعدالة
وفي عدة تصريحات، ألمحت خديجتو إلى أهمية الدفاع عن حقوق المرأة وإيمانها بها، مبرزة أنها فضلت التكتم عن الواقعة إلى حين عودتها من الجزائر إلى اسبانيا لتقديم شكوى ضد غالي، وذلك لأنه « ليس هناك حق في الجزائر والبوليساريو » على حد قولها.
وأبرزت خديجة أنها مؤمنة بالعدالة القضاء الإسباني، الذي استمع إلى تصريحاتها.
إطلالات بسيطة
وفي خرجاتها الإعلامية، غالبا ما تطل خديجتو بأزياء بسيطة، إذ لا تبالغ في إطلالاتها، كي لا يتحول الحديث من عما تعرضت له إلى الحديث عن شكلها.
تفاصيل اغتصابها
كشفت خديجتو محمود، في شهادة نشرتها صحيفة “لا رازون” الإسبانية، عن تفاصيل اغتصابها من قبل إبراهيم غالي.
وقالت: “كان عمري 18 عامًا فقط، كنت عذراء. واغتصبني إبراهيم غالي… هذا هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لامرأة، وخاصة في مجتمعي المحافظ جدا”.
وأضافت الصحيفة: “نقلها أحد الأصدقاء إلى طبيب خاص وهي تنزف ومشوشة الذهن تمامًا. بعد تعافيها، تتذكر أخبرت والدتها بذلك، وأوصتها بأن تلتزم الصمت حتى لا تقع في مشاكل بل وتزيد من المتاعب التي من شأنها أن تهينها”.
وجاء في شهادتها، أنها فور وصولها إلى إسبانيا تم تشجيعها على السعي لتحقيق العدالة، لذلك اتصلت بمحام، وفي عام 2013، وقدمت شكوى جنائية إلى المحكمة الوطنية الإسبانية العليا.
تصريحات جديدة
قالت خديجتو محمود في تصريح لقناة « سكاي نيوز » أن غالي اعتدى عليها حين كان سفيرا في الجزائر، وأنها فضلت تقديم شكوى في إسبانيا لأنه في الجزائر والبوليساريو حق.
وأشارت إلى أنها « توجهت إلى القضاء في سن 18 والآن تبلغ 30 سنة ».
وشددت خديجتو في التصريح ذاته على أن « المغاربة ليس لهم دخل وهي تطالب بحقوقها من إسبانيا لا من المغرب ».
وختمت خديجتو حديثها بالقول: « أتمنى من القضاء الإسباني أن يأخذ لي حقي وحق كل من ظلم بسبب ابراهيم غالي ».