رفضت تغيير جنسيتها وتوفيت والدتها وهي تشجعها في قاعة الملاكمة.. معلومات تجهلونها عن البطلة خديجة المرضي
أضافت الملاكمة المغربية خديجة المرضي، لقب عالمي في خزينة ألقاب المملكة المغربية، إذ توجت يوم أمس الأحد (26 مارس)، بلقب بطولة العالم للملاكمة للسيدات.
شكون هي خديجة المرضي؟
ازدادت خديجة في اليوم الأول من شهر فبراير عام 1991، في مدينة الدار البيضاء وبالضبط في حي سيدي عثمان، إلا أن أصلها من بلدية محاميد الغزلان نواحي زاكورة.
ونشأت خديجة المرضي، وهي متزوجة وأم لطفلين، في أسرة رياضية، مارست الملاكمة في جمعية الشاوي للملاكمة، بقيادة رئيس الاتحاد الملكي المغربي السابق للملاكمة مصطفى ويسوم.
مشاركات وألقاب
وشاركت المرضي في الألعاب الأولمبية في دورة 2016، في ريو ديجانييرو البرازيلية، حيث أقصيت من دور ربع النهائي، كما فازت بميدالية ذهبية لوزن أقل من 75 كلغ، في الألعاب الإفريقية التي أقيمت في مدينة الرباط سنة 2019، إضافة إلى فوزها بالميدالية البرونزية في بطولة العالم سنة 2019، وأيضا ميدالية فضية في بطولة العالم التي أقيمت في مدينة إسطنبول التركية في الفترة الممتدة ما بين 6 و21 ماي 2022.
ويوم أمس الأحد، تمكنت المرضي من تحقيق إنجاز تاريخي عربي وإفريقي، إذ أصبحت أول ملاكمة تحرز لقب بطلة العالم عربيا وإفريقيا.
رفض تغيير الجنسية
خلال مشاركتها مع المنتخب الوطني المغربي في الألعاب الأولمبية بالبرازيل 2016، توصلت خديجة المرضي بعروض كثيرة لتغيير جنسيتها الرياضية من دول أوروبية، لكنها رفضت، وأصرت على مواصلة الدفاع عن الراية المغربية مهما كانت الظروف.
قصة مؤلمة
قصة خديجة المرضي ليست كقصة بقية الملاكمات والملاكمين، فهذه الفتاة البالغة من العمر 25 سنة، تحمل في قفازيها حلم والدتها التي توفيت بسكتة قلبية وهي تشجع ابنتها في قاعة الملاكمة.
وقع هذا المشهد المؤلم في أكتوبر 2014، عندما فازت خديجة في إحدى مباريات دورة كأس محمد السادس الدولية للملاكمة بمدينة مراكش، فبعد تحقيقها للفوز في دور ربع النهائي، اكتشفت خديجة أن والدتها، التي تنقلت معها من الدار البيضاء، قد دخلت في نوبة إغماء جرّاء فرحتها الغامرة بفوز ابنتها، ورغم محاولات إنقاذها، إلّا أن الأم لفظت أنفاسها الأخيرة في مشفى المدينة.
قال مقربون منها إن الأم عبرت عن اعتزازها بابنتها في فرحتها الأخيرة، فكان هذا الكلام دافعًا لخديجة، التي مسحت دموع الألم على فقدان أعزّ الناس إليها، واختارت إكمال مشوارها في تلك الدورة،. كان القرار شجاعًا للغاية وأدهش الكثير من المتتبعين في تلك الدورة: من أين لهذه الملاكمة بكل هذا الصبر وهذا التصميم وهذه الإرادة حتى تنبعث من رماد الحزن وتشارك في اليوم الموالي في دور نصف النهائي؟
في مباراة تابعها جمهور مدينة مراكش، حققت خديجة الفوز بكثير من الإصرار، ثم عادت في المباراة النهائية لتحرز اللقب وسط تعاطف كبير.
ظهرت خديجة المرضي قوية وهي توجه اللكمات وتستحضر حلم والدتها بأن تفوز بأكبر عدد من الألقاب، وظهرت أقوى وهي توجه كلامًا لأمها في تصريح مصورّ: لأجلك.. سأحقق المزيد من الألقاب.
وداد القاسم