سميرة الهاشمي.. قصة شابة ملهمة تعرضت لحادثة سير مؤلمة
بدأت رحلت « لالة مولاتي »، للبحث عن الأمل وما يبعث عنه مهما كان صغيرا ومهما كان مختفيا وسط الركام، من خلال البحث عن قصص التحدي والصبر والمقاومة والعصامية وصناعة النجاح في كل مجال من المجالات، قصص ملهمة لنساء واجهن مشاق الحياة ببصيص أمل.
قصتنا اليوم، هي قصة شابة فقدت يدها في حادثة سير مؤلمة، لكنها لم تفقد الأمل في الحياة، قصة شابة كانت إلى غاية تاريخ 8 من نونبر 2015 تعيش حياة عادية، لتنقلب حياتها رأسا على عقب بعد يوم واحد فقط إثر حادث مرير إضطرها إلى بتر يدها اليسرى، لكنها الآن متزوجة وتعمل كمديرة لمكتبة وسائطية بمعهد عالي للإدارة، وتعد لأطروحة الدكتواره في موضوع « التعليم الفني بالنظام التعليمي المغربي ».
سميرة الهاشمي، أو « الفتاة الرائعة » كما تحب أن تلقب نفسها وهي فعلا رائعة، فبعد الحادث الخطير شعرت أنها أمام تحدي حقيقي أمام المجتمع ونظرته لها ولإعاقتها، وقررت بالفعل أن تغير المفهوم المتداول حول العجز والإعاقة، وتجعل من الابتلاء موضع تميز وامتياز.
بعد سنتين، أصبحت سميرة مشهورة من خلال التدوينات التي تنشرها على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي « فايسبوك »، إلى جانب مشاركتها في الكثير من الأحداث والندوات، والتي كانت تحضرها من أجل مشاركة قصتها الصعبة مع الناس، وتشرح كيف حولتها إلى طاقة ايجابية.
« كانو كيجيوني مساجات زوينين ومحفزين و لي بيهم تزادت تيقتي فراسي »، هكذا تحكي سميرة من خلال تدوينة لها على « فايسبوك » كيف جعلها هذا الفضاء تثابر من أجل مواصلة الحياة، وأعطها الثقة بإن المحدودية تكون فالتفكير وليس نقصا في عضو من أعضاء الجسد.
مررت بمواقف صعبة بحكم أن المجتمع المغربي، ينظر إلى المرأة بأنها ناقصة إن لم تكن قادرة على الطبخ و ترتيب منزلها وتربية أبنائها وإسعاد زوجها، ولكن في أي موقف محرج كنت أحاول خلق جو من « الضحك و النشاط » لأنني أكون متأكدة أن الاخر لم يقصد أذيتي بكلامه، تضيف سميرة.
وتقول سميرة أنها وصلت لقناعة راسخة هو أن الحادث الذي تعرضت له ليس إلا دليل على أن الله يحبها لهذا ابتلاها، معتبرة أنها محظوظة لأنه مازالت حية من أجل أن تعرف كم هي انسانة صبورة.
وتستمر سميرة في رواية قصتها، قائلة « كنت كنشوف الناس بجوج ايدين كنقول هادو راه ماعارفينش النعمة لي عطاهم الله ودابا انا فاش كنشوف راسي ف المرايا كنتأثر اكيد ولكن كنقول الحمد لله ملي خلا ليا ايدي ليمنة لي ندير بيها كلشي، لأنه فاش كتقبل راسك كيما نتا هاديك الساعة كلشي كيتقبلك ».
« كتكون عندنا بزاف ديال الاحلام و بزاف ديال الاهداف و فاش مكتحققش كيبان لينا الاستسلام هو أول خيار، مثلا انا معمرني كنت كنتختيل شي نهار يوقع ليا هادشي و فاش تحطيت امام الواقع ديال انه فقدت ايدي كان فإمكاني انه نستسلم و نبكي و نحبس حياتي ولكن ربي
رزقني العزيمة والصبر وأصريت انه متكونش هاديك هي سميرة ختاريت نرجع للخدمة و نكمل الدكتوراه ديالي » تضيف سميرة.
وعن محنتها قالت سميرة « لي خاصكم تعرفوه انه الحياة كلها اختبارات و كلها محن وامتحانات ماشي عيب انه نبكيو و نطيحو ونتقلقو ولكن العيب هو نختارو الاستسلام كحل، لا خاصنا من المحن ديالنا نقويو راسنا وانا من المحنة ديالي قويت راسي و قلت هادي ميزة عطاها ليا الله باش نتميز بيها على الاخرين كمثال للمراة لي هزمات محن من محن الحياة، وتفكرو ديما انه الضربة لي متقتلكش تقويك ».
وشكرت سميرة الكثير من الناس الذين ساعدوها ووقفوا بجانبها، من بينهم والديها وإخوتها، بالإضافة إلى زوجها زوجها الذي اعتبرته منبعا من منابع الطاقة، وإلى جانب شكرها لأصدقائها وزملائها في العمل وكل من تعرفت عليه بعد الحادث الذي تعرضت له، ووقف إلى جانبها في محنتها، معتبرة أن فضلهم عليها كبير.