ضربات رأس » لاعبي كرة القدم قد تكون أشد ضررا على المخ من معظم الخبطات
تشير دراسة أمريكية إلى أن « ضربات رأس » لاعبي كرة القدم قد يكون لها أثر على وظيفة الإدراك اليومي أكبر بكثير من خبطات الرأس العرضية.
وفحص الباحثون أكثر من 300 لاعب من الهواة في مدينة نيويورك وتبين أن من يضربون الكرة بالرأس أكثر خلال التدريبات والمباريات كانوا أقل أداء في اختبارات سرعة الاستجابة الحركية والتركيز والذاكرة.
وقال الباحثون في دورية (فرونتيرز إن نيورولوجي) إن ضربات الرأس العرضية لا ترتبط بالأداء في اختبارات وظائف الإدراك.
وقال كبير الباحثين مايكل ليبتون من كلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك لخدمة رويترز هيلث عبر الهاتف « التركيز في إصابات الرأس في الرياضة كان أساسا على الارتجاجات والأعراض المعروفة الناجمة عن اصطدام اللاعبين ببعضهم بعضا أو السقوط على الأرض.
« وربما كان التركيز الشديد على الارتجاج على أنه المشكلة أمرا مضللا ».
وخضع للاختبارات 308 لاعبين تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما وشاركوا في مباريات لمدة خمسة أعوام على الأقل ولعبوا مباريات لمدة ستة أشهر أو أكثر كل عام.
وأجاب المشاركون على استبيانات تتناول تفاصيل نشاطهم فيما يتعلق بكرة القدم خلال الأسبوعين السابقين للمشاركة في الاستبيان تشمل عدد مرات ضربهم الكرة بالرأس وما إذا كانوا قد تعرضوا لأي خبطات عارضة في الرأس. وخضعوا أيضا لاختبارات تتعلق بالتعلم اللفظي والذاكرة اللفظية وسرعة الاستجابة الحركية والانتباه والذاكرة.
وأكمل المشاركون، الذين يشكل الذكور 80 بالمئة منهم، الدراسة وشاركوا في اختبار أو أكثر على فترات خلال ما بين ثلاثة وستة أشهر لما يزيد عن عامين منذ أن بدأت مشاركتهم في الدراسة.
وفي المجمل، ضرب اللاعبون الكرة بالرأس 45 مرة في المتوسط خلال فترة الأسبوعين التي غطاها كل استبيان. ولعب نصف الرجال ضربات رأسية 50 مرة على الأقل في حين لعبت نصف النساء ضربات رأسية 26 مرة أو أكثر.
وخلال هذه الفترة تعرض نحو ثلث اللاعبين لخبطة عارضة واحدة على الأقل مثل الاصطدام برأس لاعب آخر أو بالأرض أو في القائم.
وقال الباحثون إن اللاعبين الذين لعبوا ضربات رأس أكثر سجلوا أضعف أداء في الوظائف التي تتأثر بإصابات الرأس.
وقال ليبتون إنه تم وضع السقوط والاصطدام والارتجاجات التي تعرضوا لها من قبل في الحسبان.
وأضاف أنه تبين من خلال بحث أ جري على مجموعة من اللاعبين شاركت في الدراسة وجود « تأثير سلبي على الوظيفة الإدراكية، لا تفسره إلا ضربات الرأس، في حين أن الارتجاجات والاصطدامات لا تفسر بأي شكل من الأشكال التأثير على وظائف الإدراك ».
وتابع أن المشكلة تتعلق على ما يبدو بهذه الضربات الصغيرة التي تتكرر أكثر بكثير.
وقال ليبتون « أعتقد أن هذه هي الرسالة الرئيسية: إنها تؤثر على الرأس حتى وإن لم تسبب مشكلة فورية ».
والتغييرات في وظائف الإدراك لم تسبب أي تلف واضح إلا أن اهتمام الباحثين انصب على الضرر المحتمل على المدى الطويل.
وقال ليبتون « السؤال المطروح الذي ما زال بحاجة لإجابة عن طريق إجراء المزيد من الدراسات هو كم يحتاج الأمر كي يسبب أثرا دائما؟ والإجابة غير معروفة بعد ».
لكن أنتوني كونتوس مدير الأبحاث ببرنامج (يو.بي.إم.سي سبورتس ميديسين كونكاشن) في جامعة بيتسبرج، والذي لم يشارك في الدراسة، قال إنه على الرغم من أن الدراسة شارك بها عدد كبير من اللاعبين فإن من المحتمل أن يكون المشاركون بالغوا في عدد المرات التي ضربوا فيها الكرة بالرأس مشيرا إلى أن هناك ضرورة لإجراء مزيد من الأبحاث.