طبيب مغربي: نحن أمام وضعية مقلقة لكن بإمكاننا تفادي الانفلات الوبائي شريطة الانطلاق في إجراءات مستعجلة
قال الطبيب والباحث في قضايا السياسات والنظم الصحية، الدكتور الطيب حمضي، « نحن جميعا أمام وضعية مقلقة بعد أشهر من المجهودات والنتائج الإيجابية. لكن لا زال بإمكاننا تفادي الانفلات الوبائي شريطة الانطلاق من الان في إجراءات مستعجلة ».
وأوضح الدكتور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه « ما زال بإمكاننا التحكم في الوضع الوبائي وتأخير الموجة الثانية، إن لم يكن تفاديها، شريطة إحداث تغييرات ملموسة على مستوى سلوك الأفراد، وكذا من خلال تعزيز منهجية تدبير الوباء وطريقة التواصل ».
واعتبر أننا « نشهد، اليوم، تسارعا وبائيا يهم عدة مناطق في المغرب، يصعب التنبؤ بتطوره أو القول انه تحت السيطرة كاملا ».
وحذر من استمرار نفس الشروط الحالية التي ستؤدي إلى حالات انتكاس أكثر قوة مما نشهده الآن، حيث ستتفاقم الأرقام أكثر وأكثر في الأسبوع الأول من غشت، بسبب الحالة الحالية، وتعقيدات ما سبق ورافق عيد الأضحى، وبسبب مخلفات التخفيف من الحجر الصحي دون مرافقته بالاحترام الفعلي للإجراءات الحاجزية، إضافة إلى تعقيدات متفرقة زمنيا وجغرافيا، ستكون تسهيلا كبيرا لموجة ثانية مبكرة وربما قبل الأوان.
وأكد الدكتور حمضي، في هذا الصدد، أن تجنب الانفلات الوبائي رهين بالاحترام التام والشامل للإجراءات الحاجزية والوقائية التي أقرتها السلطات الصحية من إرتداء الكمامة وتجنب الاماكن المزدحمة وتفادي السلام باليدين وغيرها، وكذا توخي الحذر أثناء التواجد في المنشئات المغلقة من قبيل المطاعم والمساجد والمحلات التجارية ووسائل النقل.
وأبرز أن الحاجة ملحة إلى اتخاذ إجراءات استثنائية في المناطق التي تعرف تسارعا كبيرا للوباء، مع ضرورة دعم طواقمها الميدانية وتتبع عمل المسؤولين عن تدبير الأزمة الصحية، وتقييم عملهم على نحو يومي.
من جهة أخرى، دعا الدكتور حمضي إلى ضرورة تكثيف الفحوصات حول كل الحالات التي تظهر عليها أعراض كوفيد- 19 أو الأعراض المشابهة، وعزل المخالطين لعشرة أيام بنفس الشروط، وتتبعهم، وإجراء التحاليل عند الضرورة، مبرزا أهمية إشراك أطباء القطاع الخاص في منظومة الكشف.
وأكد رئيس النقابة الوطنية للطب العام، في القطاع الخاص في المغرب، أن تعميم تحميل تطبيق وقايتنا وتقريب مراكز الكشف من المواطنين من شأنه تسهيل وتشجيع الكشف التلقائي ، وتشخيص الحالات الجديدة وتتبع وضبط مخالطيها وعزلهم.
وعلاقة بالدور التوعوي المنوط بالمجتمع المدني إبان هذه الجائحة، أشار حمضي إلى أن الفاعلين في جمعيات المجتمع المدني مدعوون إلى تأطير الأفراد في الشارع العام من خلال المطالبة بالتقيد بالإجراءات الحاجزية، لافتا إلى ضرورة ملائمة التواصل مع الشباب قصد تنبيهه لخطورة السلوك المغامر على حياته وحياة اسرته وحياة مجتمعه وعلى حاضره ومستقبله وفرص عمله.
كما أكد على ضرورة تكثيف وتحسين التواصل مع الرأي العام من خلال تعميم بيانات مفصلة وشاملة ومقارنات وطنية وعالمية، وفتح نقاشات علمية دقيقة، وتناول السيناريوهات الممكنة قصد توضيح الرؤية بخصوص مآلات الأزمة ومستقبل البلاد.