عدوى أكثر وانتشار أسهل.. كورونا المتحور يثير القلق

شاركي:

أعلن المغرب، أمس الاثنين (19 يناير)، اكتشاف أول حالة إصابة واردة بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا، المكتشفة مؤخرا في المملكة المتحدة.

وكانت نسخة جديدة من فيروس كورونا المستجد ظهرت في بريطانيا، قبل أسابيع، وأصيب بها لحد الآن أكثر من 3 آلاف شخص، وقامت السلطات البريطانية بإخطار منظمة الصحة العالمية بظهور نوع جديد من فيروس كورونا أو “سارس-كوف-2″، كما يعرف علميا، ينتشر في بريطانيا.

وأكدت الحكومة البريطانية أن المملكة المتحدة بلغت أسوأ نقطة لجائحة فيروس كورونا في أي وقت مضى، بسبب الضغط الناتج عن انتشار السلالة المتحورة محليا سريعة الانتقال.

17 طفرة
وبدأ العلماء البريطانيون في إجراء أبحاث ودراسات مفصلة عن أسباب ظهور هذه الطفرة. ويقول أستاذ علم الأحياء الدقيقة في معهد كامبردج للمناعة العلاجية والأمراض المعدية في جامعة كامبريدج، رافي جوبتا: “علينا أن نتحرك ضد هذه الطفرة. لا نعلم كيف يمكن أن يتطور الأمر على المدى الطويل، لكن يجب ألا نسمح بذلك، من غير المرجح أن تصيب عددا كبيرا من الناس. لكن قد يكون من الصعب السيطرة عليها”.

ويشار إلى أن فيروس كورونا المستجد شهد 17 طفرة على الأقل قد تؤثر على شكله الخارجي، خصوصا على النتوءات الشوكية.

ووفقا للسلطات الصحية، فإن التغير الأخير تسبب بطفرة في البروتين المكون للنتوءات المميزة لسطح فيروس كورونا، والتي تساعده على الالتصاق بالخلايا البشرية وإلحاق الضرر بها.

ومن المحتمل أن تمنح هذه الطفرة، في هذا الجزء تحديدا، الفيروس قدرة أكبر على العدوى والانتشار بسهولة أكبر بين الناس.

ووفقا لتحالف “COG-UK” المتخصص بتتبع فيروس كورونا في بريطانيا، فإن النوع المتحور الأخير من الفيروس يحمل مجموعة من الطفرات، بما يشمل طفرة “N501Y”، التي طرأت على الجزء المحفز لارتباط نتوءات الفيروس بمستقبلات “ACE2” التي تحملها الخلايا البشرية.

عدوى أكثر وخطورة أقل
وأوضح موقع “ذا ساينتست” إلى أن هذه الطفرة ليست الأولى من نوعها في هذا الجزء من الفيروس، فقد طرأت طفرة “614G” في بروتين النتوءات مؤخرا، سبقتها طفرة أخرى “614D” في الربيع، ولم تتسبب بحالات أكثر خطورة من العدوى.

وفي المقابل، أشارت بعض الدراسات إلى أن تلك الطفرات قد تتسبب بانتشار أكبر للعدوى، دون تأثير على شدتها.

من جانبها، قالت المستشارة الطبية في شؤون الفحوصات والتتبع في وكالة الصحة العامة الإنجليزية، سوزان هوبكنز: “نقوم بالتحقيق في سلالة جديدة من سارس-كوف-2، في كنت والمناطق المحيطة بها على الأغلب”.

لا دليل
وأضافت أنه “ليس من غير المتوقع أن يتطور الفيروس”، إلا أنه “من الهام أن نكتشف أي تغييرات بشكل سريع لفهم المخاطر المحتملة والتي قد يفرضها أي متغير”، مشيرة إلى أنه “لا يوجد أي دليل حاليا على أن هذه السلالة تتسبب بخطورة أكبر من المرض”.

وحسب تحالف “COG-UK” المتخصص بتتبع فيروس كورونا في بريطانيا، فإن التغيرات تظهر بشكل طبيعي في جينومات الفيروس المعروف علميا باسم “سارس-كوف-2″، بمعدل طفرة إلى طفرتين شهريا في ما يخص السلالة الأكثر انتشارا حول العالم من الفيروس.

ويؤكد التحالف حدوث آلاف الطفرات فعلا على الفيروس منذ ظهوره الأول في 2019، إلا أن الغالبية العظمى منها لم تتسبب بتأثير واضح على مسار الفيروس.

ترقب توصيات منظمة الصحة العالمية
ويفترض أن تصدر لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية الجمعة توصيات بشأن ظهور نسخ متحورة أكثر عدوى من فيروس كورونا، ويشتبه بأنها قد تؤدي إلى موجة انتشار جديدة له.

وحسب المنظمة، فإن النسخة المتحورة التي اكتشفت في بريطانيا تنتشر في ما لا يقل عن خمسين دولة ومنطقة حول العالم، بينما يعتقد أن النسخة المتحورة التي ظهرت في جنوب أفريقيا تنتشر في نحو عشرين دولةً. إلا أن المنظمة تعتبر أن هذا التقييم أقل من الواقع.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن نسخة متحورة أخيرة منشأها منطقة الأمازون البرازيلية، وأعلنت اليابان عن رصدها، الأحد، قد تؤثر على الرد المناعي.

ويقترب عدد الوفيات الناجمة عن الوباء من مليونين في العالم منذ ظهوره في دجنبر 2019 فيما يجاور عدد الإصابات 94 مليونا.

مواضيع ذات صلة

لديك أفكار فيديوات ومقالات أخرى ؟ إبعتي لنا اقتراحاتك و أفكارك