غنت أمام 3 ملوك.. محطات مهمة في مسار أيقونة العيطة الحاجة الحمداوية

شاركي:

رحلت، صباح اليوم الاثنين (5 أبريل)، أيقونة العيطة الحاجة الحمداوية إلى دار البقاء، عن سن يناهز 91 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض.

مسيرتها الفنية

الحاجة الحمداوية، المزدادة في عام 1930 في الدار البيضاء، والتي ارتبط اسمها بالعيطة، بدأت الغناء في وقت كان المجتمع المغربي ينظر إلى الفن والغناء بكثير من التحفظ.

وتعد الحاجة الحمداوية إحدى أيقونات المشهد الفني الشعبي بأغانيها المميزة، حيث أصبحت تعتبر من أقدم الفنانات المغربيات في مجال فن العيطة.

من المسرح إلى العيطة

بعد إنهاء زواجها في سن 19 عاما، دخلت الحاجة عالم الفن من باب المسرح ضمن فرقة الفنان المغربي الشهير بوشعيب البيضاوي، ولم تكن تعلم وهي تؤدي أدوارها المسرحية أن طريقا آخر سينفتح أمامها وسيكون لها فيه الريادة ولن يفارقها عنه سوى وهن الجسد وضعفه.

تحوّلت الحجاجية من المسرح إلى غناء العيطة بعدما لمس البيضاوي في صوتها بحة مميزة، وفي العيطة وجدت ذاتها وأبدعت وأتقنت حتى صارت أغانيها على كل لسان، وتركت بصمتها الخاصة على تراث مغربي عمره قرون.

المجد الذهبي

عاشت الحمداوية المجد الذهبي للأغنية المغربية في عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، فإنها تعرضت في إحدى مراحل مسيرتها الفنية إلى تعثرات وظروف صحية ومادية مؤلمة جعلتها في فترة من الفترات، تعرف أسوأ أيام حياتها، وعاجزة عن تلبية أبسط حاجياتها اليومية مثل الدواء والسكن وغيرهما، قبل أن تنهض من جديد، بعد أن التفتت إليها جهات عليا نافذة في الدولة، وأولتها العناية اللازمة.

ضيفة على السجن

في مرحلة الاستعمار، كانت الحاجة الحمداوية ضيفة دائمة على مخافر الأمن الفرنسي، فبعد كل أغنية تغنيها يتم استدعاؤها واستنطاقها بشأن معاني كلمات الأغنية والمقصود منها والتلميحات التي وراءها.

وفي الخمسينيات حينما غنت الحمداوية أغنية “آش جاب لينا حتى بليتينا آ الشيباني… آش جاب لينا حتى كويتينا آ الشيباني… فمو مهدوم فيه خدمة يوم”، لم تكن تعلم أن هذه الكلمات التي صارت على لسان جميع المغاربة ستصبح علامة فارقة في قدرها.

فبسبب هذه الأغنية ذاقت مرارة السجن والتعذيب، إذ اتهمتها الإدارة الاستعمارية الفرنسية في الدار البيضاء بلمز وذم “ابن عرفة” الذي نصبته سلطات الحماية الفرنسية سلطانا على المغرب بعد نفي السلطان الشرعي محمد الخامس.

وكما تعرضت الحمداوية للاعتقال والتعنيف، حيث كانت الفرق الغنائية التقليدية تتنقل بين المدن والقبائل بترخيص وإذن مختوم من الإدارة الاستعمارية، فكان يحرم منه الفنانون الذين يغنون أنواعا معينة من “العيوط” خاصة تلك التي يعتبرونها تحريضية وتقوي العاطفة الوطنية والدينية.

مغنية القصور

لم تتحمل الحمداوية المضايقات المستمرة التي تعرضت لها بسبب أغانيها، فحملت أوجاعها وهاجرت إلى باريس حيث تعرفت على ثلة من الفنانين المغاربة والعرب.

وفي عاصمة الأنوار، أبدعت في أداء أغان جديدة ظلت علامات فارقة في مشوارها الفني، لكن المضايقات والاستجوابات لم تتوقف من طرف عناصر الأمن، فرجعت إلى المغرب بعد عودة السلطان محمد الخامس من المنفى.

بعد الاستقلال بدأت نجاحاتها تتوالى، فغنت في القصور الملكية في عهد 3 ملوك: محمد الخامس والحسن الثاني ومحمد السادس، وغنت في حفلات الجنرال محمد أوفقير ورجال الدولة، كما شاركت في إحياء زفاف الملك محمد السادس وشقيقه الأمير الرشيد.

وداد القاسم

 

 

 

 

 

مواضيع ذات صلة

لديك أفكار فيديوات ومقالات أخرى ؟ إبعتي لنا اقتراحاتك و أفكارك