في ذكرى عيد الاستقلال.. نضال بصيغة المؤنث
يخلد المغرب في 18 من شهر نونبر من كل سنة ذكرى استقلاله عن الإحتلال الأجنبي، وتحل اليوم الأحد الموافق لهذا التاريخ، الذكرى الثالثة والستين لعيد الاستقلال، وهي الذكرى التي تحمل معها وقائع وأحداث ستظل راسخة في وجدان كل المغاربة.
وتحتفظ ذاكرة المغرب التاريخية بأسماء نسائية كثيرة ساهمن في مسيرة الكفاح من أجل استقلال الوطن، منهن من قدمت الدعم والسند، ومنهن من ضحت بروحها فداء للانعتاق من براثن الاحتلال.
النضال بصيغة المؤنث، لم يبدأ عند المرأة المغربية في عصر الأنترنيت وقرن الحقوق والحريات، بل خاضته في فترة كان الوطن في حاجة إليها، فلبت النداء غير آبهة بما ستؤديه من ثمن غال جراء قراراتها الجريئة.
نستحضر في هذا المقال بعض النساء اللواتي قدمن خدمات جليلة للوطن من أجل نيل إستقلاله.
– مليكة الفاسي:
تعتبر المرأة الوحيدة من بين رجال الحركة الوطنية التي وقعت على وثيقة المطالبة بالاستقلال، كما تعد مليكة أول كاتبة صحفية بالمغرب، و ساهمت في الحملة الوطنية لمكافحة الأمية وتعليم الفتيات، إلى جانب دورها في الدفاع عن حق المرأة في التصويت.
– فاطمة الزهراء البلغيتي:
هي ابنة مولاي الحسن البلغيتي، وأول شهيدة سقطت في مظاهرة المشور بمراكش، التي حدثت يوم 15 غشت 1953، والتي أتت ضد قرار السلطات الاستعمارية بإبعاد ونفي الملك الراحل محمد الخامس وعائلته الملكية إلى مدغشقر، ويسجل تاريخ نضال المغرب من اجل الاستقلال انها أولى شهيدات الوطن.
– عايدة بويقبة:
هي أول من عملت على تأسيس حركة نسائية مغربية، أطلق عليها « جبهة أخوات الصفا »، حيث كانت من بين النساء السباقات للمطالبة بعودة الملك وتحرير البلاد واستقلاله، لتتعرض للاعتقال من طرف الاستعمار أنذاك.
– رحمة حموش:
هي المناضلة المعروفة في أوساط المقاومة وجيش التحرير باسم « رحمة البهلولية »، نسبة لمكان ولادتها بقرية البهاليل قرب صفرو، كانت إحدى النساء المناضلات في صفوف المقاومة واشتهرت بكون منزلها كان مقرا سريا يأوي المقاومين لعقد اجتماعاتهم السرية وإخفاء السلاح.
ورغم أن النساء في المدن والحواضر كان لهن دور في فترة الاستعمار، فإن المرأة في المجال القروي، ولو لم تحفظ الكتب دورهن الفعال في مسيرة الكفاح من أجل نيل حرية الوطن، إلا أنهن سجلن مساهمتهن الفاعلة في مقاومة المستعمر والوقوف إلى جانب عائلاتهن وذويهن في ملحمة الاستقلال.