قرار « جريء ».. محكمة في الرباط تمنح البراءة لطالبة قتلت متحرشا بها!

شاركي:

أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية في الرباط، قبل أيام، قرارا قضائيا وصف ب »الجريء »، قضى ببراءة طالبة من تهمة الإيذاء العمدي، نتج عنه موت دون نية إحداثه، وغادرت الموقوفة أسوار المركب السجني في العرجات، بعدما تسببت في مقتل حارس عمارة تحرش بها جنسيا، فصدته ما تسبب في وفاته لما سقط على الأرض.

وفي تفاصيل القضية، التي استأثرت باهتمام عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أقرت الطالبة، البالغة من العمر 19 سنة، أنها اضطرت للبحث عن شقة للكراء، وقصدت عمارات « الأمانة » في تمارة، فاستفسرت حارس عمارة حول وجود مسكن للكراء، فأكد لها أنه يتوفر على شقة بطابق علوي، وحينما صعدت معه، فتح باب الشقة، وأغلقه ثم نزع سرواله، محاولا ممارسة الجنس عليها بالعنف، فدفعته ليسقط على الأرض، فشرعت في الصراخ، حتى تجمهر 15 شخصا من قاطني الإقامة، وبعدها حضرت عناصر المنطقة الإقليمية للأمن في الصخيرات تمارة.

وأنكرت المتهمة أمام مصالح أمن تمارة نية قتلها الضحية، مضيفة أنها صدت الجاني، الذي حاول اغتصابها. وبعد إحالتها على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، قرر عرض القضية على قاضي التحقيق، الذي أمر بإيداع الموقوفة رهن الاعتقال الاحتياطي. 

وبعد أبحاثه التفصيلية، اعتبر أن العناصر التكوينية لجريمة الإيذاء العمدي الذي نتجت عنه وفاة دون نية إحداثها، متوفرة في النازلة، فأحالها على غرفة الجنايات الابتدائية للمحاكمة.

واستمع المحققون إلى ثلاثة شهود، ضمنهم زوجة الهالك، التي أقرت أنها لم تكن بالعمارة لحظة وفاة زوجها، وأثناء وصولها إلى مسرح الحادث، وجدت الناس محتشدين أمام الإقامة، بحضور الشرطة، مفيدة أن زوجها عانى مرض الربو منذ ما يزيد عن 20 سنة، واستعمل بخاخا لمواجهة ضيق التنفس.

 كما تم الاستماع إلى أحد أفراد عائلة المتوفى، الذي أكد أنه كان بالهرهورة لحظة وقوع الحادث، لإصلاح جهاز تلفاز، لكن رواية شاهدة ثالثة أكدت أنها سمعت الصراخ، ولما صعدت إلى الشقة وجدت الهالك ممددا وسرواله منزوع من بطنه إلى فخذيه، والطالبة في وضع نفسي مزر.

إلى ذلك، لم يظهر التشريح الطبي آثار اعتداء، أو شبهة قتل، معزيا سبب الوفاة إلى ضيق في التنفس أثناء المواجهة مع الطالبة، وهو ما أكدته في اعترافاتها التلقائية، بأنها صدت الهالك، أثناء محاولته الاعتداء عليها جنسيا. وبعد رفع الجلسة القضائية، برئاسة الأستاذ الصغيري للمداولة، قضت ببراءتها.

واعتبر متتبعون أن القرار القضائي الصادر كان جريئا، بعدما قضت الموقوفة ما يزيد عن ثمانية أشهر من الاعتقال الاحتياطي، وتبين أنها صدت محاولة الاعتداء الجنسي عليها.

مواضيع ذات صلة

لديك أفكار فيديوات ومقالات أخرى ؟ إبعتي لنا اقتراحاتك و أفكارك