لإدماج النساء في مجال ريادة الأعمال وتحسين مهاراتهن.. جمعية « we4she » تطلق خدماتها

أعلنت جمعية we4she للنساء المقاولات التي تعمل على تحسين وضعية المرأة في مجال ريادة الأعمال عن الإطلاق الرسمي لشبكتها المتواجدة بالمغرب منذ ثلاث سنوات.

وفي هذه المناسبة نظمت الجمعية ندوة تحت عنوان: « تمكين المرأة من مواكبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، أي دور للقادة؟ ».

وخلال الندوة تحدثت الجمعية عن الصدى الذي أحدثته التعديلات المتعلقة بالقانون 20.19 الذي يهم المساواة بين الجنسين في إطار الهيكل المتعلق بريادة الأعمال، وقدمت المنهجية المزدوجة لها بشكل مفصل والتي تنتفع منها العديد من النساء المغربيات لإظهار إمكانياتهن في مجال الأعمال.

‏We4she من والمرأة وإلى المرأة

مبادرة We4she مكونة من 9 قيادات مغربية وهي إحدى مشاريع منظمة النساء الرائدات من أجل التغيير، وهي أيضا شبكة إفريقية مكونة من قيادات نسائية مقرها منتدى الرؤساء التنفيذيين في إفريقيا وهي عبارة عن شبكة شاملة من النساء والرجال الذين يعملون في مجال ريادة الأعمال ويتقاسمون الخبرة القيادية.

وتكرس We4she أعمالها للمساهمة في تحقيق قدر أكبر من المساواة بين الجنسين في الشركات والمؤسسات المغربية في المناطق القروية والحضرية وكذا تحسين مستوى تمثيلها في هيئات إدارة الشركات وفي مجالس الإدارات واللجان التنفيذية، وتطمح الجمعية أيضا للاستفادة من الدينامية التي أوجدها التعديل الأخير للقانون 19.20 المتعلق بالضمان الاجتماعي وذلك من خلال التأثير المتدرج على باقي الطبقات في المنظمة.

وتطمح We4she أن تستفيد أكبر عدد من النساء من مهاراتها وخبرتها وشبكتها، وتهدف في إطار تكاملها مع الرابطات النسائية إلى دعم الأجيال الجديدة من النساء وذلك من خلال مساعدتهن على الاندماج في مجال ريادة الأعمال وتحسين مهاراتهن وآفاق تطورهن الوظيفي إلى أقصى حد.

هدفان وأربع محاور

وفي غياب سياسات ملموسة لتعزيز تمثيل أفضل للمرأة في الشركات أصبح إنتاج شبكات محددة للتواصل ضرورة لا مفر منها، واستجابة لهذه الحاجة الماسة تهدف We4she لأن تكون مجالا للتواصل والتأثير بهدف مزدوج، من جهة تطمح لتحسين تمثيل المرأة في مجالس الإدارة، ومن جهة أخرى تعمل على تقديم الرعاية المستمرة والعمل من أجل تمكينها اقتصاديا بروح « رد الجميل » من خلال تبادل الخبرات والمهارات عن طريق العلاقات المتميزة.
وتتمحور أعمال We4she حول أربع ركائز رئيسية تتشكل عن طريق لجان ومشاريع تتبع نهجا متعدد الأبعاد وهي كالتالي:

-دعم المرأة للوصول إلى مناصب قيادية:
تعتمد الركيزة الأولى في دعم النساء إلى تمكينهن من تولي مناصب صنع القرار داخل الشركات عن طريق تعزيز دعائم المواكبة، إذ تمثل المواكبة شكلا أساسيا من أشكال الدعم لمساعدة القيادات المحتملة على التغلب على العوائق التي تواجهها النساء أثناء حياتهن المهنية وتزويدها بالأدوات اللازمة لتقلد المناصب القيادية.

وتشجع جمعية we4she  المرأة على التماس الدعم من الجهات الراعية التي تشارك في نجاحها، وهي تدرك مكانة التنوع وإمكاناته  في تنمية الشركات، وذلك عن طريق أفراد من ذوي الخبرة ولديهم شبكة تواصل مؤثرة وعلى دراية بكيفية ريادة الأعمال وطريقة عملها وقنوات الاتصال الرسمية وغير الرسمية  وعمليات صنع القرار من أجل تكوين ضغط داخلي إيجابي لتكون الجمعية على استعداد للالتزام مع مرور الوقت بمرافقة المرأة طوال فترة  تطوير مسارها المهني.

وتعمل We4She أيضا على التوعية بالتحيزات المعرفية في الشركات (وغيرها) ، التي يمكن أن تؤدي دورا هاما في حياة المرأة المهنية وتمنعها من تقلد مناصب المسؤولية، والهدف من ذلك هو مساعدة الشركات على فهم التحيزات على أساس الجنس بشكل أفضل وتعزيز الوعي بين النساء والرجال من أجل إزالة الحواجز المرتبطة بالقوالب النمطية. ولتحقيق هذا الهدف تقدم We4She للشركات الشريكة مجموعة من التوجيهات التكوينية تحتوي على  كبسولات للتوعية أنشئت بالتعاون مع المتخصصين في مجال الأعمال.

- تقنين لوبيات الضغط في مجال الأعمال
أما الركيزة الثانية فهي ممارسة الضغوط التجارية والتنظيمية لقيادة الشركات من أجل تحسين تمثيل المرأة في مجالس إدارتها، وللقيام بذلك تمتلك We4She أداة محددة تتمثل في ميثاق التنوع بين الجنسين، ويهدف هذا النص الذي وضع في إطار منتدى كبار المسؤولين التنفيذيين في أفريقيا إلى زيادة الوعي بين جميع صانعي القرار الرئيسيين والشركات الأفريقية الكبيرة في القطاع الخاص بشأن المبادئ الأساسية للمساواة بين الجنسين.

ويلزم هذا الميثاق الشركات الموقعة باعتماد وتعزيز مبادئه، بالإضافة إلى المساواة بين الجنسين في التوظيف والأجر العادل والمساواة بين الجنسين في الإدارة واللجنة التنفيذية، وأخيرا المساواة في مجالس الإدارة.
وتقوم We4She كل عام بمراقبة تطبيق هذا الميثاق داخل الشركات الموقعة من خلال برنامج (KPIو ICP مؤشرات الأداء الرئيسية » من أجل قياس التقدم المحرز وتقدير التجارب الناجحة التي تم تبنيها.

-التطوير الشخصي والذاتي النسائي
وتتمثل الدعامة الثالثة في دعم التنمية الشخصية للمرأة وتعزيز الروابط بينها وبين الجمعية، ولذلك أنشأت We4She لجنة أطلق عليها على إسم « منظمتنا » للتأكيد على روح التضامن و »العودة إلى الوراء » التي ستنشأ بين أعضائها لأن الميثاق الاجتماعي والأخلاقي والعاطفي القائم بين النساء هو الاقتناع بأنه يمكن لكل فرد أن يتفوق على نفسه وأن يذهب إلى أبعد من ذلك على المستويين الفردي والجماعي.
وتربط جمعية we4sheبين القيادات النسائية وزعماء المستقبل الذين يريدون التغيير والنجاح لأنفسهم ولأقرانهم ويلتزم الجميع اتجاه هذا المجتمع من « الأخوات » بدعم وإلهام وتشجيع بعضهم البعض وكذا التبادل والاستماع المتبادل بين أفرادها، وتعريف الفرد لنقاط ضعفه ومخاوفه بالاضافة إلى تعريف نفسه بمواطن قوته من أجل التقدم معا، والفكرة تتمحور حول نسج علاقة خاصة تقوم على أساس قيمة المرأة كمجموعة بقصد إحداث تغيير حقيقي في المجتمع بصفة عامة وفي عالم الأعمال التجارية بصفة خاصة.
– التمكين الاقتصادي للمرأة المغربية
وأخيرا الدعامة الرابعة لمهمة الجمعية، وهي تمكين المرأة في عالم الشركات على جميع المستويات، وبالنسبة لـ We4She يعتبر ذلك بمثابة العمل من أجل التمكين الاقتصادي للمرأة المغربية تماشيا مع مبادئ النموذج الجديد للتنمية الذي يعمل فيه البلد. ويجب تحقيق هذا الهدف عن طريق إقامة شراكات مع مختلف الجمعيات النسائية المغربية التي يتمثل هدفها المشترك في تبادل الخبرات وبناء القدرات وإقامة الشبكات بين النساء اللاتي يحتجن إلى تطوير مشاريعهن.

أهمية إدماج المرأة في العمل في جو من المساواة
تتضح أوجه عدم المساواة في الأجور بين الجنسين في جميع أنحاء العالم، كما يتضح ذلك جليا من أرقام مرصد الأمم المتحدة الصادر في سبتمبر الماضي بمناسبة اليوم الدولي للمساواة في الأجور، حيث لا تزال المرأة تحصل على أجر أقل من الرجل بمتوسط نسبة 33 بالمائة، ومن المتوقع أن سد الفجوة العالمية في الأجور بين الجنسين ستستغرق نحو 257 عاما.
وبالنسبة للمغرب فهو لا يشكل استثناءا وهو في وضع أسوء من ذلك ويكاد يحتل المركز الأخير عندما يتعلق الأمر بإدماج المرأة في العمل على قدم المساواة مع الرجل ب معدل 21.5% في عام 2021، وتحتل البلاد حاليا المرتبة 148 من بين 156 دولة وفقا للتقرير العالمي الأخير عن الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
ويتجلى نقص تمثيل المرأة في النسيج الاقتصادي أيضاً في انخفاض تأنيث الإدارة في الشركات بمعدل لا يتجاوز 8% في الشركات الكبرى و13% في المقاولات الصغرى.

مواضيع ذات صلة