لحث الرجال على الانخراط في مكافحة العنف ضد النساء.. وزيرة التضامن تعطي انطلاقة لقاء « الرجولة الإيجابية » (صور)
أعطت وزيرة التضامن والإدماج الإجتماعي، عواطف حيار يوم الأربعاء (29 مارس)، انطلاقة لقاء حول موضوع “الرجولة الإيجابية”، لترسيخ قيم المساواة بين الرجل والمرأة داخل المجتمع المغربي.
وخلال اللقاء، تم عرض وصلات تحسيسية بالموضوع، شارك فيها ثلة من نجوم الاعلام والفن، بينهم صامد غيلان، والمحجوب بنسيعلي، وعماد فواز، وهشام العسري، والمهدي محب، جميلة الهوني.
وفي هذا السياق، قالت عواطف حيار وزيرة التضامن إن اختيار موضوع « الرجولة الإيجابية » يأتي من منطلق أنّ الحد من ظاهرة العنف ضد المرأة، يعني جميع أفراد المجتمع ذكورا وإناثا، كما يمثل هذا اللقاء الذي تم خلاله إطلاق المبادرة دعوة إلى حث الرجال على الانخراط في مكافحة العنف ضد النساء، وتعزيز مفهوم الرجولة الإيجابية لديهم، ولدى الفتيان، لفائدة المساواة بين الجنسين، وتشجيع الرجال على الإسهام في المجهودات التي تروم الحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتحسيس المجتمع بالأدوار الإيجابية التي يقوم بها الرجال والفتيان لتحقيق المساواة بين الرجال والنساء ».
وكشفت حيار، حسب ما جاء في بلاغ للوزارة، أن المجتمع المغربي يدفع كلفة اقتصادية واجتماعية باهظة جراء تعرض شريحة واسعة من نسائه للعنف والتمييز والتهميش، وهي الكلفة التي يجب أن تسترعي اهتمام كل الفاعلين وتحظى بالأولية البالغة، فعدم الاستثمار في جهود الوقاية لوقف العنف ضد النساء، هو تعطيل لجهود التمكين من الحقوق والكرامة للنساء.
وفي هذا الإطار، أعربت الوزيرة عواطف حيار على أنه » لابد أن أستحضر التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي كان دائما مستحضرا للبعد الشمولي لحقوق النساء منذ تولي جلالته عرش أسلافه الميامين، حيث أكد جلالته على ذلك، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب (20 غشت 1999)، بالقول: »…..وكيف يتصور بلوغ رقي المجتمع وازدهاره والنساء اللائي يشكلن زهاء نصفه تهدر مصالحهن في غير مراعاة لما منحهن الدين الحنيف من حقوق هن بها شقائق الرجال تتناسب ورسالتهن السامية في إنصاف لهن مما قد يتعرضن له من حيف أو عنف مع أنهن بلغن مستوى نافسن به الذكور سواء في ميدان العلم أو العمل… ».
وأكدت الوزيرة على الطموح الكبير من هذا اللقاء من خلال « المساهمة أولا في إعادة التفكير في مفهوم الرجولة داخل المجتمع، فالتمثلات السلبية في ذهنية البعض للرجولة، لها آثار سلبية ليس فقط على النساء بل حتى على الرجال أنفسهم، وثانيا، في الاشتغال على مسألة إشراك الشباب، وخاصة الذكور منهم، في تعزيز النقاش المجتمعي حول دور الرجل، باعتباره فاعلا رئيسيا في عملية تغيير التمثل السائد حول البنية الذكورية داخل المجتمع، والمساهمة في تحقيق المساواة بين الجنسين، وتكريس اللاعنف، والحد من إشكالية العنف المبني على النوع الاجتماعي، وتبسيط مفهوم « الرجولة الايجابية » لدى الرجال، قصد إعادة النظر في التصورات والتمثلات حول تقاسم الأدوار داخل مكونات المجتمع ».
جدير بالذكر أن اللقاء عرف القاء كلمة كل من لويس مورا رئيس الأمم المتحدة للاسكان، وكلمة لوزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد القاها بالنيابة الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والاتصال قطاع الشباب، وأخرى لرئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، ألقاها بالنيابة مستشارها مصطفى نجمي والذي ذكر بأن المغرب حقق تقدما كبيرا في مجال الحقوق الانسان، إلا أن الواقع يبين أن الجوانب القانونية والمؤسساتية لا تكفي لتحقيق المساواة والقضاء على التمييز ضد النساء.