في ذكرى المولد النبوي.. تنوع طقوس وعادات الأسر المغربية
يحيي العالم العربي اليوم الثلاثاء 19اكتوبر، ذكرى المولد النبوي بعادات وتقاليد وطقوس وخصوصيات تختلف حسب المناطق والتي تبرز التنوع والغنى الذي تزخر به الثقافة المغربية.
عند حلول الفاتح من شهر ربيع الأول وإلى غاية الثاني عشر منه وهو يوم الاحتفال بالعيد،حيث تنطلق الاحتفالات بمختلف مظاهرها تعظيما لمولد الرسول الكريم.
وقبل أن يعرف العالم هذا التوقف الاضطراري بسبب جائحة كورونا، حيث كانت كانت تقام في عدد من مساجد المملكة بين صلاتي المغرب والعشاء دروس في السيرة النبوية وأمداح نبوية وموشحات دينية وغيرها من الإحتفالات، وعند اقتراب موعد صلاة الفجر من يوم العيد يقام حفل آخر ينطلق بقراءة الأمداح النبوية والتي تستمر إلى غاية الوقت الذي ولد فيه الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وتستمر الاحتفالات بعد صلاة الفجر.
ولعل أبرز احتفال لدى المغاربة، عادة مترسخة يحرصون على إحيائها منذ زمن طويل وهي ليلة “الميلودية”، إذ تقام هذه الليلة في البيوت من طرف بعض العائلات والأسر المرتبطة بمظاهر التصوف.
ذكرى المولد النبوي بالدارالبيضاء
وتعرف مدينة الدارالبيضاء احتفالات خاصة بعيد المولد النبوي، من زيارة الأقارب وترديد الأمداح النبوية، وفي هذا الصدد تقول المنشدة منى، صاحبة فرقة نسائية للمديح و السماع في مدينة الدارالبيضاء، « عيد المولد النبوي هو فرصة للذكر و المديح، والتقاليد في الدار البيضاء فالصباح كنزينو الطبلة ديال الفطور بالحلويات بحال الفقاص وغريبة » ، وأضافت منى أن عادات يوم عيد المولد النبوي يتميز بأطباق مختلفة تقول منى » كنتغداو بالرفيسة بالدجاج البلدي « ، وتجتمع العائلة والأحباب.
وتقبل مجموعة من الأسر والعائلات على تنظيم أمسيات دينية، حيث تشارك منى رفقة مجموعتها فرحة العيد مع مجموعة من العائلات بأناشيد وابتهالات وأمداح نبوية.
ذكرى المولد النبوي في مكناس
ومن بين أبرز المدن المغربية التي تحتفل بعيد المولد النبوي، مدينة مكناس لكونها تحتضن ضريح الشيخ الهادي بنعيسى أوالشيخ الكامل، الذي يعد أحد رجال الطرق الصوفية، حيث تحيي عدد من الفرق العيساوية موسم هذا الشيخ تزامنا مع ذكرى مولد خير الأنام.
ولا تختلف عادات مدينة مكناس عن الاسر المغربية في احتفالات ها بعيد المولد النبوي من اطباق وحلويات وزيارة الأقارب.
موكب الشموع في سلا
ويعد حفل موكب الشموع أو”دور الشمع” الذي يقام في مدينة سلا التي تقع على ضفاف نهر أبي رقراق، من أبرز احتفالات الشعب المغربي بذكرى عيد المولد النبوي.
ومازالت مدينة سلا تحافظ على هذا الموروث الذي أصبح جزأ لا يتجزأ من التراث المغربي بل وأضحى استعراضا كرنافاليا متعدد الأبعاد.
وتولي ساكنة مدينة سلا اهتماما بالغا لموكب الشموع، حيث تقوم عدد من جمعيات المجتمع المدني بتنظيف مسار الموكب ودعوة المشاركين وتنظيم أنشطة أخرى تقام على هامش الحفل الرسمي.
عادات الأسر الشاونية في الذكرى
وتعتبر هذه المناسبة في مدينة شفشاون لتلتقي من خلالها الأسر بأقاربها وجيرانها لتجديد وترسيخ الروابط والأواصر، والتمسك بالتقاليد الأصيلة والتشبث بالقيم، ومنح القدوة للأجيال الناشئة،
باعتبار أن المدينة العتيقة لشفشاون كانت لقرون عدة ملاذا لعدد من الطرق الصوفية ومنذ بداية شهر ربيع الأول إلى الثاني عشر من الشهر ذاته، تتزين المساجد بالأنوار الخارجية، ويستمر الاحتفال عدة أيام بالمدينة كما في القرى والمداشر، حيث تكثر الأعمال الخيرية والاجتماعية.
وبحسب التقاليد العريقة، تقام هذه الاحتفالات بشكل مشابه، بين مختلف مناطق المغرب مع خصوصيات واختلافات.
وتعتبر احتفالات عيد المولد النبوي في مدينة شفشاون تجمع بين الحس الفني والجمالي، إذ يحضر الإنشاد الديني ومدح النبي الكريم وفن الحضرة الشفشاونية.
وحرص سكان مدينة شفشاون على تنظيم ليلة خاصة كل سنة، تعتبر من أهم العادات لتحقيق المقاصد الصوفية خلال حفل عيد المولد النبوي، حيث تحيي ليلة « التبشير » النساء في المساجد والزوايا ودار مولاي علي بن ريسون، وهي عبارة عن قصائد زجلية باللهجة المحلية، من نظم نساء الزاوية الريسونية، وتنشد النساء القصائد وهن واقفات، ويتجلى مضمونها في تراتيل دينية تتوسل إلى الله وتمدح الرسول.
ويحرص الآباء على شراء ملابس جديدة لأطفالهم في هذه المناسبة، كما تحرص النساء على ارتداء أجمل الثياب خاصة القفطان والجلابة، فضلا عن صنع الحلوى المغربية.
وللمرأة المغربية دور رئيسي في الاحتفال بذكرى المولد النبوي، حيث تسهر على إعداد مائدة الإفطار يوم العيد بشتى أشكال الحلويات المغربية التقليدية و”الشهيوات” المرافقة لها الخاصة بهذه المناسبة، كما يفرح الأطفال بارتداء الألبسة التقليدية المغربية كالجلباب والجابادور.