بين الفرح والحزن.. كيف يدبر الأب مشاعره عند زواج إبنته؟
يقال أن « الفتاة حصة الأب »، فالأب حنون على ابنته، وكلما كبرت يصبح أكثر حماية لها، ويحاول أن يؤمن لها كل سبل الراحة لتكون سعيدة في حياتها اليومية، وتواجده في حياتها كنز ثمين.
حب الأب بالنسبة لابنته لا يمكن استبداله بأي حب آخر حتى بعد حياتها الزوجية، فهو يمنحها الإحساس بالأمان والثقة والتوازن النفسي، ويمكن القول إن وجود الأب الإيجابي في حياة الفتاة يسهم في نجاحها سواء في حياتها العلمية أو العملية أو الاجتماعية.
لكن هناك آباء يتحول حبهم وتعلقهم الزائد بالابنة إلى حالة مرضية؛ لدرجة أنهم لا يرغبون في تزويجها بحجة أنهم لم يجدوا من يستحق الثقة، فبماذا يشعر الأب في يوم زفاف ابنته؟ ولماذا لا يستطيع حبس دموعه أحيانا؟ وكيف يستطيع التعامل مع المشاعر المختلطة التي تعتريه يوم زفافها؟
خصوصية هذه العلاقة لا يفهمها إلا الأب والبنت، لذلك من الواجب على الاثنين التعامل مع مشاعر الفراق بشكل صحيح، والتعبير عنها، وعدم إنكارها من الطرفين، فهذه اللحظات العاطفية مهمة جدا، ومن الضروري إيجاد الإيجابية للشعور بالسعادة والابتعاد عن الأفكار السلبية والتخلص من الخوف والتوتر والقلق.
ويؤكد علماء النفس الاجتماعي أن هذا الشعور الذي ينتاب معظم الآباء أمر طبيعي ووارد جدا مع البعض، وترجع الأسباب في ذلك إلى جانبين: الأول شعور الأب بغيرة قوية من الرجل الذي سيتزوج ابنته ويستمتع معها، وهذه نظرة طبيعية وسوية ناتجة عن شدة ارتباط البنات بالآباء، أما الجانب الثاني فيرجع إلى الحزن والغضب الناتجين عن الفراق، أي لمجرد فراق البنت عن أبيها التي تربت وجلست أكبر وقت معه وفي حضنه، وفي ليلة واحدة ستصبح بعيدة عنه، وستنتقل للعيش عند رجل آخر.
شعور الأب بالغيرة
وتوضح آنا حريقة أستاذة علم النفس الإجتماعي، لموقع « الجزيرة نيت »، أن هذا الشعور يجب أن يكون طبيعيا بالنسبة للآباء، مضيفة أن الآباء يبحثون عن أفضل الأساليب لإسعاد أبنائهم، فلماذا يبكي الأب على بعدها؟ فمن باب أولى أن تبكي الأم لأنها التي ربت وأرضعت، فغريزة الأمومة تجعلها تبكي على فراقها وبعدها عنها؟
لكن دموع الأب هذه تكون دموع فرح وليست حزن على زواج ابنته، وذلك لأن كل أب يتمنى لابنته أن تعيش حياة سعيدة وجميلة وناجحة أفضل من الحياة التي يعيشها، وعندما يتم المراد وتتزوج البنت يسعد بهذه المناسبة.
طرق التعامل مع مشاعر الفراق
وتنصح الإستشارية في العلاقات الأسرية والصحة النفسية جوليا عودة، باعتماد بعض الطرق التي تساعد كل أب على التعامل مع مشاعر فراق ابنته العروس بشكل صحيح:
1/ألتحدث عن مشاعره مع ابنته العروس قبل الزفاف، وأن يسألها عن مشاعرها ويترك لها وله المجال للبكاء واستعادة الذكريات، فهكذا سيتم إخراج كل المشاعر السلبية قبل الزفاف.
2/أن يشغل نفسه يوم زفاف ابنته، ولا يبق جالسا وحيدا يتذكر.
3/التحلي بالإيجابية والثقة في قرار ابنته وباختيارها.
4/تجنب التواجد بالقرب من العروس كلما أحس أنه سيبكي أمامها.
5/في يوم الزفاف عليه أن يعتاد على أخذ نفس عميق والتفكير بأمر جميل أو موقف مضحك، كلما أحس بعاطفية الموقف، خاصة عندما يتم إعلان العروسين زوجة وزوجا، وعندما يراها بالفستان الأبيض.