« ليلة شعبانة ».. طقوس تجمع بين ما هو ثقافي وديني
تحتفل العديد من الأسر المغربية ابتداء من منتصف شهر شعبان، بما يسمى ب « ليلة شعبانة »، وهي مناسبة تختلف طرق الاحتفال بها.
شعبانة.. تداخل مجموعة من الثقافات
مصطلح شعبانة في الثقافة المغربية، يقول الأستاذ محسن بنزاكور، باحث في علم الإجتماع، لموقع لالة بلوس، إنه « صعب تحديد بداياته وأصله من الناحية الانتروبولوجية، ولكن يمكن القول أن المغرب عرف مجموعة من الثقافات والديانات أو ما يسمى بالتأثيرات الحضارية المختلفة ».
تراوحت مفاهيم « شعبانة »، بين المفهوم الديني والإستعداد لشهر رمضان، وبين ما هو سحر وشعودة، وكل هذه المعطيات، يؤكد الباحث في علم الإجتماع، أنها تتداخل فيما هو إسلامي و الأعراف التقليدية القديمة.
وأضاف بنزاكور: « ربما يعود المفهوم إلى أعراف يهودية، من خلال التأثر بالأندلس، والتقاليد التي أدمجت فيما هو ليس بديني، وبالتالي، يمكن أن نقول أن شعبانة أخذت تلونات واختلافات كثيرة في الوقت الحاضر ».
أبعاد الإحتفال بليلة « شعبانة »
وأشار الأستاذ بنزاكور إلى أن الإحتفالية تأخذ مجموعة من الأبعاد والصفات حسب طبيعة المحتفل، مؤكدا أن طبيعة المجتمع المغربي يميل إلى الاحتفال بكل المناسبات، واستغلال اي مناسبة لنشر البهجة وزيارة الأهل والعائلة.
عند بعض الزوايا، يكون الإحتفال بليلة شعبانة بما يسمى بالحضرة، وعيساوة، و »كناوة »، وتأخد طبيعة « المعلم »، وعند بعض العائلات، تتجلى طقوس « شعبانة »، في مفهوم الطبخ والإحتفالية بالمفهوم الديني مثل الصيام استعدادا لشهر رمضان والتهيئ النفسي لاستقبال شهر الصيام، وأضاف الأستاذ بنزاكور أن البعض يختصر مفهوم شعبانة بالذبيحة لتكون ذكرى لتزكية القربان.
احتفال نسائي بالدرجة الأولى
وقال الأستاذ بنزاكور أن النساء عندما يجتمعن في ليلة شعبانة، تكون للإحتفالية صبغة أخرى، حيث تكون استعدادا للأشغال المنزلية، والطبخ، حيث يفرغن نوع من الشحنات من خلال الغناء، والحناء، والأهازيج الدينية، بصبغة أنثوية، يغيب الرجل فيها.
وأوضح الاستاذ بنزاكور أن شعبانة في مفهومها الديني كانت لها صبغة التهيئ الروحي لقضاء شهر كامل من الصيام، وقال: »وهذا في حد ذاته قد يزكي الطابع الإجتماعي للطقوس الدينية وليس فقط طابعها الديني، باعتبار أن شعبانة لها وظيفة استحضار البعد الديني ، ولكن في بعدها الإجتماعي هو تجديد الرابط الأسري.
بعد اقتصادي حديث
أصبح الإحتفال بليلة « شعبانة » في الآونة الأخيرة، استغلال المحلات التجارية وقاعات الحفلات لتنظيم شعبانة كوسيلة لجني المال باعتبار أن المغاربة لهم هذا التقليد ليتم استغلاله، كما تستغل بعض المظاهر الدينية.
وبالرغم من أن الإحتفال بطقوس شعبانة يكاد يكون تقليدا وموروثا ثقافيا، حيث تحرص العديد من النساء والجمعيات الثقافية على إحيائه كفرصة للاجتماع والتحرر من الضغوط، واستعداد لاستقبال شهر رمضان.