بعد تفاقم الوضع الوبائي في البيضاء.. طبيب يحذر من انفجار وبائي ويقدم وصفة لتفادي الحجر الشامل

شاركي:

اعتبر الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن المغرب بحاجة إلى تدابير « ربما قاسية أحيانا لتجنب سيناريوهات أكثر قساوة على صحة وحياة الناس وعلى اقتصاد البلاد »، مشددا على ضرورة « التصرف بسرعة لجعل هذه الإجراءات غير مؤلمة قدر الإمكان ».

وأكد الدكتور حمضي أن « الوباء يقتل، والتدابير المعقلنة تنقذ، وتسمح بالتعافي السريع للدورة الاقتصادية والحياة الاجتماعية »، مشير إلى أن المغرب « دخل مرحلة أخرى من الجائحة، وهناك حاجة إلى سلوكيات جديدة… وستكون التدابير الترابية مطلوبة في المدن والمناطق التي تعرف أو ستعرف نشاطًا فيروسيًا متسارعا ».

وحث حمضي، في مقال له توصل به موقع « لالة+ »، على ضرورة أن تكون هذه الإجراءات « صارمة وسريعة ومحدودة في الزمن، وموجهة جغرافيًا، ومكيفة مع المعطيات الاجتماعية والاقتصادية لكل منطقة، ولكل الفئات الاجتماعية ».

 وفي حال تدهور الوضع الوبائي على المستوى الوطني أو في المناطق الرئيسية (الدار البيضاء وطنجة تطوان وفاس مكناس ومراكش)، دعا الباحث إلى اتخاذ تدابير على المستوى الوطني، مع استثناءات محلية.

وأبرز الدكتور أن « كل يوم جديد يجلب لنا نصيبه من المعلومات حول الجائحة: الموجة الثانية من كوفيد 19 ستكون أكثر قسوة، أكثر عددا، وستستمر لفترة أطول من الموجة الأولى ».

وعلى المستوى الوطني، يقول المتحدث: « سندخل بقوة في هذه الموجة الثانية في نهاية هذا الأسبوع والأسبوع المقبل، وسنعرف ذلك من التطور التصاعدي لمعدل النتائج الإيجابية من مجموع الفحوصات المنجزة، ومن خلال أعداد الحالات الحرجة والوفيات ولو بتأخر ثلاث أسابيع ».

وأشار الباحث في السياسات والنظم الصحية إلى أن الأنفلونزا الموسمية والتهابات الجهاز التنفسي الموسمية الأخرى « ستعمل على تعقيد الوضع وإرهاق كاهل الأطر الصحية والمرافق الصحية »، لافتا في هذا السياق إلى أن « قدرة المستشفيات والعناية المركزة والموارد البشرية من المهنيين الصحيين غير قابلة للتوسع ».

 وشدد الدكتور على أن الاجراءات الحاجزية وتدابير المنظومة الصحية « ضرورية، لكنها غير كافية للحد من الوباء وتقليل عدد الوفيات »، موضحا أنه « مهما فعلنا، في مرحلة ما، فإن الوضع الوبائي في مدينة أو منطقة أو على الصعيد الوطني سوف يتفاقم. هذا للأسف هو الحال بالفعل في الدار البيضاء ».

وضمن مقاله ذكر الدكتور حمضي بخلاصة دراسة نُشرت في 22 أكتوبر حللت بيانات من 131 دولة إلى الأهمية الكبرى لبعض العناصر في الحد من معدل تكاثر فيروس Rt وبالتالي السيطرة على الوباء: إغلاق المدارس، إغلاق أماكن العمل، حظر التجمعات العامة، والبقاء في المنزل، منع التجمع لأكثر من 10 أشخاص، وتقييد الحركة داخل البلد.

وأظهرت الدراسة أن الأطفال ليسوا من ناقلي الفيروس الرئيسيين، ولكن في حالة وبائية محفوفة بالمخاطر، يمكن أن تكون المدرسة مصدرًا للعدوى، لهذا السبب، يقول حمضي « تم تأجيل الدخول المدرسي في الدار البيضاء لمدة 4 أسابيع، ومن المرجح أن تتأخر العودة بعد العطلة، وسيتوقف ذلك على كيفية تطور الوضع والأرقام ».

فرح الباز

مواضيع ذات صلة

لديك أفكار فيديوات ومقالات أخرى ؟ إبعتي لنا اقتراحاتك و أفكارك