إحذري لالة مولاتي كثرة المشاحنات قد تدمر نفسية الأطفال
الحاجة للشعور بالأمن من أهم الحاجات النفسية التي ينبغي توفيرها للطفل، نجد أن الخلافات الزوجية تتعارض مع هذه الحاجة، فالطفل نتيجة الخلافات خصوصا عندما يحتدم النقاش وتعلو الأصوات سيخيل إليه أن هذا البيت سينهار.
إن الحاجة للأمن النفسي للطفل تدفعه لوسائل متنوعة من الهروب، فقد ينسحب إلى غرفة أخرى أو يخرج من البيت أو البحث عن بديل وفي الغالب الرفقة هي البديل في هذه الحالة حيث تلعب دورا كبيرا في تشكيل الجانب السلوكي للأبناء إصلاحا أو عكسا.
فإن كان جو المنزل مليئا بالمشاحنات والتعقيدات ويخلو من البهجة والمرح فلا شك أنه سيفضل الجو الخارجي المليء بالمغريات عن الجو الداخلي المليء بالمشاحنات.
أيضا في الوقت الذي يحمل الطفل صورة ذات مكانة خاصة لوالديه فإن شجار والديه، لاسيما عندما يتضمن سبا أو تحقيرا لأحدهما، فإن ذلك يؤذي الطفل ويشوه الصورة التي يحملها عنه مما قد يكون له آثار سلبية.
وينحاز الطفل أثناء الشجار إلى أحد والديه مما يكون موقفا عدائيا لأحد الوالدين.
بعض الأطفال يشعرون بالذنب وتأنيب الضمير عندما يحدث خلاف بين أبويهم وذلك لأن أكثر الخلافات تدور حول تربية الأبناء أو تصرفاتهم.
هذه هي الخطورة التي قد تتولد عن عدم توفير الجو الهادئ الدافئ في المنزل، إنه أمر خطير يجب أن تنتبه إليه كل أسرة، وأن تعمل بكل جهدها على تهيئته حتى يعرف الأبناء أن الإسلام يدعو إلى الحب والرفق والرحمة والمودة في كل العلاقات، وهذا لن يعمل عليه الأبناء إلا إذا التزم الآباء والأمهات آداب الإسلام في علاقاتهم مع بعضهم ومع أبنائهم.