سبب وراء فقدان الرغبة الجنسية لدى الأزواج
من الناحية التخطيطية البيانية، ولدى المرأة والرجل على حد سواء، يبدو اليوم أن هرموني التستوسترون Testosterone والدوبامين Dopamine ينشطان الدوائر العصبية الدماغية المختصة بإطلاق الرغبة الجنسية. إن التواجد مع شريك جذاب والاحتكاك به يكفيان لتنشيط إفرازات هذين النوعين من الهورمونات (هورمونات الحب) لدى جميع أجناس الحيوان، ولدى الجنس البشري أيضاَ. فأنثى الأرنب، على سبيل المثال، تطلق بويضة جاهزة للتلقيح وتتقبّل الاتصال الجنسي ما إن تلتقي بذكر. كذلك الأمر عند الإنسان: إن حضور الشريك المرغوب والمشتهى، برائحته الخاصة، وصوته، ومداعباته، هذا الحضور يعتبر بحد ذاته مثيراَ للرغبة الجنسية، هذا الحضور يعتبر بحد ذاته مثيراَ للرغبة الجنسية. ولكن الرغبة الجنسية، مهما بلغت من القوة، تتبدد مع وجود الخوف أو الألم أو الشعور بالذنب. فالرغبة الجنسية هي، مثل أي غريزة بيولوجية، محكومة بآليتين: تجنُّب الألم، وطلب المتعة.
ويبدو جلياَ أن معدل الأندروجين androgene في الدم الذي تفرزه ليس فقط الغدد الخاصة به إنما أيضاَ الخلايا العصبية في الدماغ، يؤثر تأثيراَ مباشراَ في سلوكنا الشهواني. كذلك استطاعت الأبحاث العلمية أن تبرهن مؤخراَ على أن الانفعال والإثارة الجنسيين إنما ينجمان عن إفرازات هورمونية استرولية steroids، تفرزها الغدد الجنسية والخلايا العصبية الدماغية، بإمكاننا أن نسميها « هورمونات الحب ». من هنا يتوجب علينا، قبل البحث في الأسباب النفسية لفقدان الرغبة الجنسية، أن نعالج الأسباب لبيولوجية من قبيل: خلل في إفرازات الغدد الصمَّاء، انهيار عصبي، تسمًّم ناجم عن تناول بعض الأدوية المسكنة والمهدئة لأعصاب التى يمكن أن تحدث خللاَ في عمل الوسائط الكيميائية الناقلة للموجات العصبية neurotransmetteurs. إن هذه العوامل البيولوجية تحظى بالأولية من الاهتمام في مراحل معينة من حياتنا: مرحلة الإياس عند المرأة أو الرجل، الحمل، مرحلة ما بعد الولادة.